لا يسلم أحدنا من ألم يلم به يتمنى أن يتغلب عليه دون أن يتعرض لخطر أهم وهو الآثار الجانبية. ألم الأسنان ألم أسفل الظهر، ألم المفاصل، الصداع كلها آلام نبحث لها عن مسكنات على الرف كما يطلق عليها: أيها أفضل؟ أيها أكثر أمنا؟ أيها أكثر فاعلية: الأسبرين، التايلنول، الأدفيل، البنادول، النابروكسين، وهل منها ما يصلح للأطفال؟
عبدالقادر الحسينى
معك كل الحق فى أن مسكنات الألم تشكل بالفعل اختيارا صعبا للإنسان خاصة ما ترك منها للإنسان دون تدخل طبيب يحدد نوع الدواء وجرعته المناسبة لكل حالة على حدة فيما يسمى «أدوية على الرف» فى الصيدلية. ليكن حدثنا اليوم عن مسكنات الألم التى تستخدم فى حينها لتسكين ألم حاد مؤقت كألم الأسنان أو الصداع وربما آلام أسفل الظهر. وليكن لنا حديث آخر إن شاء الله عن الآلام المزمنة التى تحتاج علاجات طويلة المدى وربما يستخدمها الإنسان دائما.
وفقا للأسماء التى حددتها كلها (التايلنول، الأدفيل، البنادول) كلها يمكن استعمالها للأطفال فى مركبات خاصة بهم وجرعات صغيرة غالبا ما تكون فى صورة سائل وتعطى وفقا لأوزانهم. أما الأسبرين فيمنع استعماله تماما لدى الأطفال وحتى سن الثامنة عشرة لأنه قد يصيبهم بإحدى المتلازمات النادرة (متلازمة راى Reye) القاتلة. ولكنه فى بلادنا يستخدم فى علاج الحمى الروماتيزمية للأطفال إذا استدعت الحاجة الملحة تحت رعاية دقيقة.
البنادول والتايلنول من ذات المجموعة (البارستيامول) ولهما تأثير إيجابى فى خفض درجة الحرارة خاصة فى نوبات البرد كما أن أثرهما فى مكافحة الألم جيدة وإن كان ليس لهما تأثير على الالتهاب الذى قد يصاحب ألم الأسنان أو المفاصل وأسفل الظهر. أثره على الكبد مدمر فى الجرعات الزائدة.
الأسبرين يستخدم حاليا أيضا للوقاية من أمراض القلب إلى جانب أثره الملطف لآلام الصداع والمفاصل إذ إنه ينضم للأدفيل فى خاصية علاج التهاب الأنسجة لكن أثره على سيولة الدم قد يعرض الإنسان للنزيف كما أنه يتسبب فى قرحة المعدة. أما الأدفيل فله أثر جيد فى مكافحة الألم والتهاب الأنسجة لذا فهو مفيد فى علاج آلام الأسنان والمفاصل والظهر والصداع النصفى أيضا. النابروكسين يفيد فى علاج آلام المفاصل وتورمها لكنه ليس من أدوية «الرف» فى البلاد التى تحكمها قوانين صحية.