الحريديم.. ماذا نعرف عن اليهود الإسرائيليين المتشددين دينيا بعد جدل تجنيدهم؟ - بوابة الشروق
الإثنين 1 يوليه 2024 1:28 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحريديم.. ماذا نعرف عن اليهود الإسرائيليين المتشددين دينيا بعد جدل تجنيدهم؟

منال الوراقي
نشر في: الجمعة 28 يونيو 2024 - 5:37 م | آخر تحديث: الجمعة 28 يونيو 2024 - 5:37 م

أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع الحكومة بتجنيد اليهود الإسرائيليين المتشددين دينيا "الحريديم" في الجيش، في ضربة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم، الذي يعتمد على أحزاب الحريديم في الحكم.

ووفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن"، فقد أمرت المحكمة العليا أيضا الحكومة الإسرائيلية بسحب التمويل من أي من المدارس الدينية التي لا يمتثل طلابها لإخطارات التجنيد، ما أثار جدل كبير في الداخل الإسرائيلي، في ظل عاصفة غير مسبوقة تعيشها إسرائيل تزامنا مع عدوانها الغاشم على غزة المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.

ووفقا لما نقلته "سكاي نيوز"، فأصبح إعفاء اليهود المتزمتين من التجنيد قضية مشحونة بالتوتر بشكل خاص، لأن القوات المسلحة الإسرائيلية التي يتألف أغلبها من المجندين في مطلع الشباب والمدنيين الأكبر سنا الذين تتم تعبئتهم كقوات احتياط، أصيبت بالإنهاك بسبب الحرب متعددة الجبهات.

ولكن، من هم يهود الحريديم؟ ولماذا يرفضون التجنيد داخل جيش الاحتلال؟

وفق ما ذكره المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، في دراسة سابقة له، فالحريديم هي تسمية للجمهور اليهودي المتشدد دينيا، والذي يقيم طقوسه الدينية ويعيش حياته اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية.

ويعرف الحريديم على أنه تيار يهودي أرثوذكسي متشدد، نشأ في نهاية القرن الـ18 في المجر بهدف الحفاظ على التقاليد اليهودية القديمة، حيث يعتبر أتباعه التوراة هويتهم الأساسية ويضعون دراستها والالتزام بتعاليمها ضمن أولوياتهم، وفق ما نقلته شبكة "الجزيرة".

ويحافظ الحريديم بدقة متناهية على كافة الأنظمة والقوانين الوارد ذكرها في التوراة والكتب الدينية المقدسة، ويعارضون بشدة إحداث أي تغيير فيها، ولهم منظمات ومؤسسات خدمية تخصهم في كافة مواقع عيشهم وانتشارهم.

ويعتقد الحريديم أن دولة الاحتلال ونظم حياة اليهود يجب أن تسير وفق قوانين وأنظمة الشريعة اليهودية وليس بموجب قوانين حددها ونظمها بني البشر، لذلك ويحاولون دائما فرض شرائع التوراة على المشهد الحياتي في إسرائيل.

وينقسم الحريديم إلى تيارات متعددة ومتباينة فكريا، بينهم المؤيدون لقيام إسرائيل والمعارضون لها، كما أن لديهم مواقفهم الخاصة، إذ منهم من يعتبر أن الديمقراطية لا توافق القيم اليهودية ويظهر رفضا مطلقا للخدمة العسكرية، ويتمركز وجودهم بشكل رئيسي في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

الحريديم في فلسطين

في فلسطين يعود تاريخ تأسيس الطائفة الحريدية إلى فترة الانتداب البريطاني، خاصة بين عامي 1919 و1929، إذ شهدت انقسام طوائف الأشكناز داخل السكان اليهود الأصليين "اليشوف القديم" إلى فريقين.

حيث أسس الفريق الأول الحاخامية الرئيسية بزعامة الحاخام أفراهام يتسحاق كوك الذي تبنى اتجاها يميل إلى الصهيونية ويؤيد أفكارها من الناحية الدينية، وكان يرى أن إقامة دولة إسرائيل تبشر ببداية الخلاص.

أما الفريق الآخر فقد أسس "لجنة المدينة لطوائف الأشكناز" بزعامة يوسف حاييم زوننفلد، وتحول اسمها عام 1937 إلى الطائفة الحريدية وتبنت فكرة الاستقلال التام والانفصال الكامل عن الصهيونية، وفق ما نقلت "الجزيرة".

ويتمركز الحريديم في إسرائيل بشكل رئيسي في مدينة القدس وبني براك، إضافة إلى بعض الأحياء في مستوطنات صغيرة أو مستوطنات حريدية خاصة بهم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 40% من اليهود الحريديم يعيشون في القدس وبني براك، فيما يسكن 7% منهم في مستوطنة بيت شيمش قرب القدس، وتبلغ نسبتهم 53% في المستوطنات ذات الأغلبية الحريدية، خاصة في الضفة الغربية.

نفوذ سياسي كبير

يشكل الحريديم نحو 13.3% من عدد السكان في إسرائيل، ومع ذلك فإن نفوذهم بالدولة كبير، حيث تستمد الأحزاب الدينية قوتها من حاجة الساسة الإسرائيليين إليها عند تشكيل الحكومات لنيل ثقة الكنيست "البرلمان".

وفي دراسة سابقة له، قال معهد "ديمقراطية إسرائيل" إن معدل نمو السكان الأرثوذكس المتشددين "الحريديم" في إسرائيل هو الأعلى بين جميع السكان في البلدان المتقدمة، ويبلغ حوالي 4% سنويا.

وأضاف أن العوامل الكامنة وراء هذا النمو السريع بشكل خاص هي معدلات الخصوبة المرتفعة، ومستويات المعيشة والطب الحديث، ومتوسط عمر الزواج عند الشباب، والأعداد الكبيرة من الأطفال لكل أسرة.

ووفق المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، من المتوقع أن يصل حجمهم النسبي إلى 16% من عدد السكان عام 2030، وأن يصل عددهم إلى مليوني نسمة عام 2033.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك