كيف ساعد انهيار عمل بعض المطاعم في لوس أنجلوس تاجرا بارعا يقوم بشراء الأثاث المستعمل؟ - بوابة الشروق
السبت 14 سبتمبر 2024 3:36 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف ساعد انهيار عمل بعض المطاعم في لوس أنجلوس تاجرا بارعا يقوم بشراء الأثاث المستعمل؟

د ب أ- ت ك أ
نشر في: الأربعاء 28 أغسطس 2024 - 9:11 ص | آخر تحديث: الأربعاء 28 أغسطس 2024 - 9:11 ص

بينما يتفقد فريد بوش، المعدات الموجودة في مطعم "إينلاند إمباير"، من خلاط وقاطعة لحوم وغيرهما، يوضح مالك مطعم البيتزا الذي قرر غلق أبوابه، والموجود في منطقة لوس أنجلوس الكبرى (التي يطلق عليها أيضا اسم /ساوثلاند/)، سبب اعتزامه إغلاق المكان.

وأفادت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية في تقرير لها، بأنه شأنه شأن الكثيرين من أصحاب المطاعم الآخرين في ساوثلاند ممن عانوا خلال الأعوام الأخيرة، تعرضت أعماله لصفعة قوية بسبب مجموعة من الأمور، وهي: العمولات التي يتم دفعها على خدمات توصيل الطلبات، والتي أدت إلى خفض الإيراد، وإنفاق رواد المطعم لقدر أقل من المال، وقيام الموظفين المحنكين بترك المكان سعيا وراء العثور على وظائف ذات رواتب أفضل، بالاضافة إلى أن مالك مركز التسوق الذي يستأجر منه المكان منذ عام 2019 لم يرغب في إعادة التفاوض على شروط الإيجار.

وذكر الرجل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، أنه كان يعمل سبعة أيام في الأسبوع، وكان يتولى أمر كل شيء (من طهي الطعام وحتى توصيل الطلبات)، ولكنه لم يكن يحقق ربحا.

وقال بوش لمالك المطعم، إن "هذا هو أمر طبيعي جدا. فأنت تدرك أنه... /مهما فعلت، فلن أكسب مالا/".

وقد كان المالك ممتنا لأن بوش يستوعب الأمر. وقال وهو يغادر المكان، إنه "عمل صعب، صعب حقا".

وبينما يُعتبر إغلاق أي مطعم نبأ سيئا في أي مكان حول العالم تقريبا، فإنه ليس بالضرورة أن يكون كذلك، من وجهة نظر بوش، الذي يتعامل في المعدات والأثاث المستعمل، ويشتري المواقد والمغاسل والأرفف وما شابه ذلك، من أصحابها الذين قرروا الاستسلام وإنهاء عملهم.

وتقوم شركته "فريد بوش وشركاؤه"، التي تتخذ من مدينة كورونا بكاليفورنيا، مقرا لها، بترميم تلك الاغراض بدقة وعناية، ثم إعادة بيعها بخصومات كبيرة بالمقارنة مع أسعار بيعها الأصلية بالتجزئة. وقد عمل بوش مع العديد من العملاء، من بينهم سلاسل مطاعم شهيرة مثل "ستاربكس" و"روبيوز كوستال جريل".

ويشار إلى أن العديد من الأغراض المعروضة للبيع لدى بوش، تُباع بأقل من نصف سعر بيعها الاصلي بالتجزئة، مع توفير ضمان عليها لمدة 30 يوما. فعلى سبيل المثال، قام بوش مؤخرا بعرض فرن حراري من إنتاج شركة "مونتاجيو" للبيع مقابل 9500 دولار فقط، وهو أقل كثيرا من سعر بيعه الأصلي الذي يبلغ نحو 21 ألف دولار. وقال بوش إنه دفع نحو 2500 دولار للحصول عليه.

وتعد حالة القحط التي تخيم على المطاعم خلال هذه الأيام، بمثابة "نعمة" بالنسبة لبوش، الذي يعج معرضه - المقام على مساحة 26 ألف قدم مربع – بالبضائع المعروضة للبيع.

ويقول بوش /76 عاما/: "نتلقى مكالمة يوميا من أحد المطاعم الذي سيغلق أبوابه قريبا"، موضحا أنه لم يعد لديه مساحة كافية في مستودعه لوضع الاغراض فيها، حيث يقول: "أنا لا أرفض أي شيء جيد قط".

وتوضح الصحيفة الامريكية أن بوش، الذي يعمل في تلك المهنة منذ أكثر من أربعين عاما، يفضل أن يركز على الجانب الإيجابي للامر بينما يقوم بزياراته "المؤلمة" لأصحاب المطاعم التي قرر أصحابها غلقها، حيث يرى أن البضائع التي يقوم بشرائها ثم إعادة بيعها، تساعد أصحاب الاعمال المنهارة على الاستمرار في السعي من أجل تحقيق أحلامهم التجارية.

وقال بوش إنه عندما يلتقي مع أصحاب المطاعم، فإنهم غالبا ما يكونون في مزاج جيد، حيث يكونون سعداء لأن المحنة التي يمرون بها قد أوشكت على الانتهاء. وهو يستمتع كثيرا بهذا الجزء من عمله.

ويشار إلى أن عمل بوش يعد محورا رئيسيا في صناعة المطاعم بمنطقة جنوب كاليفورنيا، حيث يقول العاملون في هذا المجال إنهم لا يعرفون أي تاجر آخر للاغراض المستعملة في مستواه.

وكان بوش قد نشأ في غرب لوس أنجليس ودخل إلى هذا المجال في عام 1976، حيث عمل مع شريك له في شراء معدات المطاعم المستعملة بالمزادات ثم إعادة بيعها. إلا أن الشراكة بينهما تعثرت، فبدأ العمل بمفرده في عام 1982.

وتقول "لوس أنجليس تايمز" إن بوش يعيش ويتنفس المطاعم، موضحة أنه يستثمر فيها، ويكوّن صداقات مع أصحابها أيضا.

وفي ذلك يقول بوش إنه قام حتى بتأثيث منزلي ابنيه الاثنين بأغراض مستعملة من أحد المطاعم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك