تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمس الأول، بعدم تفكيك أى مستوطنة فى الضفة الغربية وهضبة الجولان السورية المحتلتين، وذلك خلال مشاركته فى احتفال نظمته حكومته لاحياء الذكرى الخمسين لانطلاق المشاريع الاستيطانية، ما أثار غضب الفلسطينيين وجدلا فى تل أبيب نفسها لدى المعارضة.
وشارك نتانياهو مع نحو خمسة آلاف مدعو فى الحفل الذى أضاءته الألعاب النارية وأحيته فرق موسيقية، وأقيم فى كتلة غوش عتصيون الاستيطانية التى اقيمت فيها أول مستوطنة فى سبتمبر 1967، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد نتانياهو فى كلمته إن حكومته لن تفكك أى مستوطنة فى الضفة الغربية والجولان، ولن تجلى أى إسرائيلى منهما. وتوجه بحديثه للحضور قائلا إن «الاستيطان مهم لكم وهو مهم لى بنفس القدر»، بحسب موقع «عرب 48» الإخبارى.
وأضاف: «أقول أمامكم وبشكل واضح: لن نفكك أى مستوطنة فى أرض إسرائيل، ليس فقط بسبب علاقتنا بالوطن، بل أيضا لأن هذه ليست الطريق لصنع السلام»، على حد تعبيره.
وتابع: «عندما فككنا المستوطنات فى غزة لم نحصل على السلام، بل حصلنا على الارهاب والصواريخ، وهذا لن نكرره مرة أخرى».
إلى ذلك، وجدت رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية ميريام ناعور نفسها محط انتقادات من قبل اليمين الحاكم ولوبى المستوطنين بسبب قرارها منع أى ممثل عن المحكمة، التى تعد أعلى سلطة قضائية فى إسرائيل من المشاركة فى الحفل.
ويشير منتقدو الحفل إلى أنه متأثر كثيرًا بأيديولوجية اليمين القومى الحاكم. كما امتنع زعماء الأحزاب اليسارية، الذين تمت دعوتهم كباقى قادة الأحزاب الإسرائيلية عن حضور الاحتفال.
وعلى بعد نحو كيلومترين من مكان الاحتفال تظاهر العشرات من ناشطى حركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان ضد هذا الحفل. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليه «50 عاما تكفى، السلام الآن» و«ما من داع للاحتفال، المستوطنات دمرت إسرائيل».
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «احتفالات المستوطنين على أراضينا المحتلة أسلوب مرفوض ويوتر الأجواء بشكل كبير ولذلك مطلوب أيضا من الحكومة الإسرائيلية منع هذه الاحتفالات الاستفزازية التى تزيد التوتر فى المنطقة».
وفى سياق متصل، دعا الرئيس الإسرائيلى رؤوبين ريفلين، زعماء المنظمات اليهودية فى أمريكا لاتخاذ خطوات لمكافحة «القائمة السوداء»، التى يعكف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على إعدادها للشركات العاملة فى المستوطنات الإسرائيلية، معربا عن قلق بلاده الشديد من تلك التحركات.
يشار إلى أن نحو 430 ألف شخص يعيشون فى مستوطنات الضفة الغربية التى تقطع أوصال الأراضى الفلسطينية، وسط 2.6 مليون فلسطينى، بالاضافة إلى مئتى ألف مستوطن يقيمون فى أحياء استيطانية فى القدس الشرقية وسط 300 ألف فلسطينى فى المدينة المقدسة. كما يعيش عشرات المستوطنين الإسرائيليين فى الجانب الذى تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية.