ناقش «فكر وإبداع» المجموعة القصصية «خدعة هيمنجواى» للأديب أحمد مجدى همام، بحضور الكاتب أحمد عبد العاطى والكاتب محمد سرور، وأدارها الكاتب مصطفى الطيب الذى وجه تساؤلات حول المجموعة القصصية، منها ما يتعلق بالخط السردى واستخدام المؤلف للخدع، والشخصيات التى تناولتها المجموعة والخط الدرامى، ومحاولة الربط بين الخط الدرامى وتصاعد الأحداث فى كل قصة والخط الساخن الذى يربط بين الفكرة والشخصيات والأحداث.
وأشار إلى أن المجموعة، الصادرة عن دار العين تتضمن 11 قصة، ووجه سؤالًا للمؤلف حول المجهود الذهنى الذى تستغرقه أثناء كتابة هذه المجموعة، وأجاب مؤلف المجموعة أحمد مجدى همام، بأن كتابة هذه المجموعة استغرقت 10 سنوات؛ وحول تأخره فى الكتابة، قال: «لا أحب أن يكون عندى كتابان شبه بعض، وأعتبر التنوع ممتعا للكاتب وهو النقطة المركزية فى كل الخطط، أما مسألة التكريمات التى حصلت عليها فهى تتعلق بفكرة تحدى الكاتب لذاته من خلال مجموعة القرارات التى يتخذها، ولا بد أن يكون النص السردى متسقا مع الفكرة والشخصيات والأشكال الأدبية».
وقال الكاتب أحمد عبدالعاطى: «قرأت المجموعة وأظن أن قصص المجموعة الكاتب وزعها بشكل عشوائى غير مرتب وغير مقصود أو مخطط له فليس هناك التقاء ما بين الأسلوب القصصى والروائى عند الكاتب»؛ وأضاف: «أميل إلى كتابة القصة عن الرواية، فأغلب قصص المجموعة يغلب عليها عالم الديستوبيا، وما أقصده ليس حربا ودمارا، مثلا فى الأزمة الاقتصادية وهذا ظاهر فى وصف (السبيكة الذهبية) فى واحدة من قصص المجموعة، وقصة (فلسفة النار)، وقصة (لماذا لم يفتحون الباب؟)، فالخط الاستوبى هو من يصنع العالم القصصى للمؤلف، وطبعا الكوميديا السوداء حاضرة بقوة».
وأشاد عبد العاطى بطريقة الكاتب فى توظيفه للاستهلالات الموجودة فى المجموعة، لافتا إلى أن المجموعة مكتوبة بلغة شعرية جذابة وقد برع الكاتب فى كتابة النص بهذه اللغة وبأسلوب سردى رشيق، حيث استخدم لغة الوصف ووظفها من خلال استخدام الراوى.
وقال الكاتب محمد سرور: «إن المؤلف اختار كتابة المجموعة القصصية من خلال خط سردى معين، ومع القراءة الثانية شعرت بوجود أكثر من خط سردى، حيث وجدت «الخديعة» فى بعض قصص منها قصة «الدرس» وهى تتعلق بطفل يكذب على والدته، ويبدأ فى خلق حكايات ويكون قصة من وحى خياله.
وأوضح أن القصة بها توليفة جميلة، وهناك خط آخر ظهر من خلال شخصية «الأم» التى تم خداعها، منوها بأن المجموعة القصصية تحتوى على قصص تتناول الخديعة بشكل درامى جيد بل؛ وتستخدم عدة أنواع من الخديعة المختلفة فى كل نص، وقد برع المؤلف فى توظيفها بشكل يصعب على القارئ كشفه.
وقال: فى نص «خدعة هيمنجواى» أحداث القصة تكتشف أن الفتاة نفسها تتغير وبدأت تتحول من فتاة محبة ومغرمة إلى ناقدة، مشيرًا إلى أن الكاتب يطرح عدة تساؤلات فى كل قصة ولا يجيب عنها، هو يقدم الحالة بكل تداعياتها ويتركها حبيسة بين هيمنجواى وروايته والشباب والفتاة؛ وأشاد بجهود المؤلف فى توظيف اللغة التى جاءت على مستوى الغموض الضرورى للنص، بمعنى أن اللغة كانت مميزة ومليئة بالصور والرموز وهى دلالات النص كالنقطة الزرقاء نفسها.
كما اتفق مع الكاتب أحمد عبد الله؛ فى الإشارة إلى استخدام الكاتب لأدب الديستوبيا، وهذا يتضح فى بعض قصص المجموعة الثالثة حيث سردها المؤلف بحرفية عالية عبر ثلاثة أصوات؛ وهى: المتكلم والمخاطب والتعليم لسد فراغات أى زاوية أخرى محاولا إظهار الجوانب العديدة للشخصيات وتحولاتها وتقلباتها طبقا للظروف المحيطة.