خبراء أمريكيون: «إس – 400» و«إف – 35» لن يلتقيا أبدا فى تركيا - بوابة الشروق
الأحد 27 أكتوبر 2024 1:25 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خبراء أمريكيون: «إس – 400» و«إف – 35» لن يلتقيا أبدا فى تركيا

أ ش أ
نشر في: الإثنين 29 يوليه 2019 - 11:08 ص | آخر تحديث: الإثنين 29 يوليه 2019 - 11:08 ص

عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الشهر رسميا طرد تركيا من برنامج انتاج المقاتلات المتطورة "إف – 35" ردا على شرائها لمنظومات الدفاع الجوى والصاروخي "إس – 400" الروسية ، لم يكن القرار الأمريكى نابعا من فراغ أو من قبيل المكايدة السياسية كما تزعم انقرة ، بل جاء مدفوعا بأسباب تقنية وأمنية ، فقد أبدى خبراء ومسئولون فى دوائر الدفاع وأبحاث الحرب الالكترونية فى الولايات المتحدة تحفظات شديدة على نشر تركيا لتلك المنظومات الروسية فى أجواء تحلق فيها مقاتلات "إف – 35" الشبحية ، فيما التزم الجانب الروسى الصمت إزاء تلك التحفظات .

ففضلا عما اعتبره المراقبون " عبث من جانب أنقرة بأمن وسلامة شراكة دخلت عامها الخامس والستين فى حلف شمال الأطلنطى (ناتو)" ، كشف باتريك توكر خبير التكنولوجيا الدفاعية الأمريكي عن قدرة المنظومة الروسية على خرق نظم المعلومات الخاصة بتشغيل مقاتلات "إف – 35" التى تقترب منها حتى وإن كان ذلك فى أوقات السلم ، وهو ما يشكل تهديدا لسلامة تشغيل مقاتلات "إف – 35" وكشف أسرارها الملاحية وربما عيوبها اذا تحصلت عليها تركيا ، كما سيفشى ذلك أسرارا كثيرة من الخصائص الفنية لهذه المقاتلات التي تعتبرها الولايات المتحدة من أسرار ترسانتها التسليحية.

وللتدليل على ذلك ، أشار الخبير الأمريكى الى أن اسرائيل التى حصلت على مقاتلات "إف – 35" تحرص على الابتعاد عن مناطق انتشار منظومة "اس – 400" فى سوريا لهذا السبب.مؤكدا ضرورة أن تتوافق أنظمة الدفاع الجوى وراداراتها مع أنظمة تشغيل المقاتلات الذكية من الجيل الخامس الذى تنتمى إليه المقاتلات "اف – 35" فى البلدان التى تستخدمها.

وقال الخبير الأمريكي باتريك توكر إن الأمر لن يستقيم اذا اعتمد بلد واحد استخدام تلك المقاتلات ، واعتمد فى الوقت نفسه على منظومات دفاع جوى من انتاج دول اخرى، مثل "إس – 400" التي صممت فى الأساس للتصدى لتلك المقاتلات ، وهو تناقض ينطبق على الحالة التركية اذا تحصلت على تلك المقاتلات الأمريكية المتفوقة.

وأضاف أنه فى حالات التدريب مثلا يتعين على المقاتلات "اف – 35" تعريف نظامها لرادارات النظام الروسى وتتبادل معلومات عبر حواسيبها الملاحية ورادارات "اس – 400" ، وهو ما يشكل خرقا خطيرا لقواعد أمن تلك المقاتلات وأسرار صناعتها ، وبالإمكان أن يقوض برنامج إنتاج وتطوير تلك المقاتلات تقويضا كاملا.

وعلى هذا الأساس، يرى خبراء القتال الجوى فى الولايات المتحدة أن مقاتلات "صديقة" ورادارات دفاع جوى "عدوة " فى بلد واحد لا يجتمعان ، وأنه يجب ان تكون المقاتلات والرادارات ذات منشأ واحد مثلما الحال فى تركيا ، كما يرى الخبراء الأمريكيون انه من غير الممكن – مثلا – تشغيل نظام "باتريوت" مثلا الذى تنتجه الولايات المتحدة فى روسيا ، حيث توجد مقاتلات "سوخوى – 35 " التى تعبر عن الجيل الخامس من المقاتلات الذكية والمعادلة للمقاتلات "اف – 35".

وفى الوقت الذى هدد فيه النظام التركي باللجوء إلى نوعية أخرى من المقاتلات كبديل عن "اف – 35" وحدد ابريل 2020 لتنفيذ هذا التهديد ما لم تتراجع واشنطن ، تشير خارطة إنتاج مقاتلات الجيل الخامس الذكية إلى قيام الصين بدءا من العام الجارى بانتاج نسختها الوطنية المعادلة للمقاتلة "اف – 35" وأطلقت عليها "جى – 20" وكذلك أطلقت روسيا نسختها من مقاتلات الجيل الخامس الذكية وهى المقاتلة "سوخوى – 35"

ومن وجهة نظر الخبراء العسكريين الأمريكيين، يطرح إصرار تركيا على الحصول على مقاتلات "اف – 35" الأمريكية علامات استفهام كبيرة حول نوايا أنقرة من ذلك برغم استحالته فنيا، وهو ما يفسره الخبراء بأن أنقرة تتعمد إحداث خرق في نظام الدفاع الجوى الغربى لحلف شمال الاطلنطى وعرقلة تطوير مقاتلات "اف – 35" نكاية فى الغرب المرتاب أصلا فى نوايا النظام التركى الشيطانية . ويقولون إن حدوث ذلك يشبه السماح بدخول " حصان طروادة " إلى صفوف الحلف.

ويرى خبراء "البنتاجون" إن وصول صواريخ "اس – 400" إلى تركيا وهى شريك فى حلف شمال الاطلنطى "ناتو" يشكل خيانة لمنظومة الدفاع الجوى الخاصة بالحلف واستراتيجية التعامل مع التهديدات الروسية ، كما يشكل المسلك التركى خرقا لجدار الدفاع الجوى للناتو وتسريبا لنظم التشغيل الشفرى السرية الخاصة بمقاتلات "اف – 35" التى يتوسع الحلف في استخدامها فى كثير من بلدانه الكبرى كسلاح استراتيجى فى مواجهة روسيا حيث من المقرر أن تستلم دول حلف شمال الاطلنطى 131 منها بنهاية العام الجارى.

وفى يونيو الماضى ، أكد الجنرال تود والترز مسئول الدفاع "الجو – فضائى" فى قيادة "البنتاجون" والقائد الأعلى لقوات أوروبا الموحدة وقائد القوات الأمريكية في أوروبا استحالة تشغيل مقاتلات "اف – 35" فى نطاق تحليق تتواجد فيه منظومات "اس – 400" فى اى مكان فى العالم حيث سيكون مستحيلا ان تتعارف أجهزة التشغيل فى كلا النظامين لأنهما من حيث التصميم الأساسى متضادان.

كما أكد رفضه لأن تكون تكنولوجيا "اف – 35" لقمة سائغه فى ايدى الجانب الروسي من خلال اختراق حواسيب "اس – 400" التى حصلت عليها تركيا .
ويرى البروفيسير دافيد ستوبلس أستاذ اللاسلكى وتطبيقات الحرب الالكترونية فى جامعة سيتى البريطانية وعضو المنتدى الأوروبى لمحترفى حروب الرادار / Old Crows / ان رادارات نظام "اس – 400" بمقدورها كشف الملف الملاحى للمقاتلات "اف – 35" والمعروف علميا باسم flight profiles وبموجب ذلك يمكن لمشغلى نظام "اس – 400" اكتشاف نقاط الضعف فى المقاتلة الأمريكية.

وقال ستوبلس في مقابلة مع دورية "دفنس نيوز" الأمريكية" ليت الأمر يقف عند حد التحليق الجوى فقط، فالأسوأ هو أن عقود الصيانة والتدريب الفنى التى أبرمتها روسيا مع الاتراك ستتيح لهم مجالا كافيا للاختراق التجسسى الروسى المباشر لمنظومات تشغيل "اف – 35" وربما يطور الروس طرازات دفاع جوى مستقبلا أفضل من "اس – 400" بفضل ذلك ".

واعتبر البروفيسور البريطانى أن المزاوجة بين منظومات "اس – 400" وبين مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية باتت الآن مشكلة حقيقة فى بلد كالهند التى اشترت المنظومات الروسية .
ويرى مايكل كوفمان خبير الحرب الالكترونية فيى منظمة / سى ان ايه / وهى منظمة غير ربحية مقرها ارلينجتون بولاية فيرجينيا الأمريكية انه لا يجب ابدا ان تقترب مقاتلات / اف – 35 / من مجالات عمل منظومات / اس – 400 / الروسية ودوائر تغطيتها الرادارية وذلك تفاديا لانكشاف شيفرات التشغيل الخاصة بالمقاتلات الأمريكية ، مضيفا "كلاهما كالزيت والماء لا يمتزجان بل من الحماقة ان تتم محاولة مزجهما معا .... " .
وينبه الخبير الامريكى كذلك إلى خطورة دمج منظومات / اس – 400 / الروسية فى شبكة الدفاع الجوى لحلف شمال الاطلنطى / NADG - NATO Air Defence Ground Environment / ، وهي عبارة عن شبكة ضخمة من الرادارات واجهزة الاستشعار الرادارى الحساسة ذات الارتباط بمنظومة الاستهداف والاتصالات وكذلك منظومات تحديد الاهداف المعادية وتعريفها بما يميزها عن الاهداف الصديقة .
كما ينبه إلى خطورة ربط منظومة / اس – 400 / بتلك الشبكة الرادارية للناتو حيث سيكون بإمكان مشغلى المنظومة الروسية من الخبراء الرقميين الاطلاع على خبايا وأسرار منظومة الرصد الرادارى لحلف شمال الاطلنطى .
وكانت تركيا – وهى عضو فى حلف شمال الاطلنطى – تطمع من وراء شراكتها فى برنامج تطوير المقاتلة / اف – 35 / فى مائة مقاتلة من هذا الطراز وفق أسعار تفضيلية ، كما اعتبرت شراكتها فى هذا المشروع مظهرا دعائيا لها كشريك يقف كتفا بكتف الى جانب منتجى السلاح الكبار فى العالم ، لكن خبراء فى مجال الصناعات الجوية فى واشنطن قالوا فى مقابلة مع دورية / ديفنس نيوز / إن اجمالى الاسهام التركى فى انتاج مقاتلات / اف – 35 / متواضع جدا ولا يعادل ما تتطلع اليه تركيا من الشراء بأسعار تفضيلية كشريك.

وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن الاسهام التركى فى برنامج انتاج مقاتلات / اف – 35 / يعد هامشيا ولا علاقه له بتكنولوجيا تلك المقاتلة ، فمن بين 937 جزءا تتكون منه تلك المقاتلة لا تسهم الشركات التركية سوى بإنتاج مجموعة الهبوط والجزء الأوسط من بدنها ، وفى المقابل تنتج المصانع الأمريكية 400 مكون من مكونات انتاج المقاتلة / اف – 35 / ذات تكنولوجيا عالية وربما محظور الكشف عنها ، اما باقى مكونات المقاتلة فيتولى توريدها مصنعون من مختلف بلدان اوروبا الشريكة فى البرنامج .

وبسبب اصرار تركيا المثير للريبة على البقاء فى برنامج انتاج / اف – 35 / والحصول على منظومات / اس – 400 / فى آن واحد ، قررت واشنطن نهاية الشهر الماضى انهاء الشراكة التعاقدية مع الجانب التركى فى برنامج انتاج مكونات تلك المقاتلة اعتبارا من العام 2020 ، وقالت مصادر دفاعية امريكية ان "البنتاجون" قد بدأ فى البحث عن شركاء جدد كبديل عن الشركاء الاتراك فى برنامج انتاج وتطوير المقاتلة / اف – 35 / وهو أمر سهل بالنظر الى ضآلة الاسهام التركى فى البرنامج .

كذلك استبعد البنتاجون هذا الشهر تركيا من اجتماعات المائدة المستديرة السنوية للمجلس التنفيذى لبرنامج انتاج المقاتلات / اف – 35 / ، كما أوقف تدريب الطيارين الاتراك بصورة فورية على مقاتلات / اف – 35 / وطلب سرعة سحبهم من قاعدتين جويتين فى اريزونا وفلوريدا بالولايات المتحدة ، حيث كان 20 طيارا تركيا يتدربون على الطائرة / اف – 35 / منذ يونيو الماضى وكان مخططا ان تستقبل مراكز التدريب الأمريكية 14 طيارا تركيا اضافيا حتى نوفمبر من العام الجارى وهو ما تم الغاؤه ، وكاجراء احترازي ، تم سحب المذكرات الدراسية وكافة مساعدات التدريب والمراجع الفنية الخاصة بنظم تشغيل المقاتلات اف – 35 من ايدى المتدربين الاتراك تحسبا لتسريبها ، كذلك هدد البنتاجون بوقف كافة التدريبات العسكرية مع الجيش التركى فى اطار برامج التدريب المشترك الثنائية لدول حلف شمال الاطلنطى وهو ما يؤكد ان الاتراك باتوا اليوم فى نظر العالم "شريك لا يؤتمن" .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك