يستحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كثيرا نصوصا من التوراة خلال خطاباته التي تتحدث عن حروب اليهود القديمة.
وأثار نتنياهو غضب نشطاء التواصل الاجتماعي العرب عندما سعى في خطابه الأخير لإعطاء مزيد من الحماسة لجنود جيش الاحتلال، مستشهدا بالتوراة قائلاً: "عليكم بتذكر ما فعله العماليق بالإسرائيليين، نحن نتذكر، ونحن نقاتل".
واعتبر النشطاء العرب أن نتنياهو يحرض على مذبحة ضد الفلسطينيين مع بدء الاحتياج البري لغزة، وسقوط 8 آلاف شهيد، لأنه ذكر قصة العماليق من سفر التكوين بالتوراة، ولأن ذلك السفر أيضا وردت فيه آية تقول: "الآن اضربوا العماليق، دمروا تماماً كل ما يملكون لا تفلتوهم، اقتلوا الرجال والنساء، الرضع والمرضعات، العجول والخراف، الجمال والحمير".
وصرح نتنياهو، بأن جنود الاحتلال هم جزء من إرث المحاربين اليهود الذي يعود تاريخه إلى 3000 عام منذ عهد يوشع بن نون إلى أبطال حروب 48، و67، و73، وكل حروب إسرائيل، على حد تعبيره، قائلا: "هدفهم واحد وهو دحر العدو القاتل، وضمان وجودنا في أرضنا".
- ما دلالة الاستدعاء الديني في خطابات نتنياهو؟
فسرت الدكتورة حنان أبو سكين أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث استخدام نتنياهو لآيات من التوراة دائما في تصريحاته، بأنه يبني خطابه على حجج كاذبة لتبرير الفشل، ومن المهم له أن يدعم المتطرفين اليهود لأنهم يمثلون الداعم الأول له في الانتخابات، وحتى يحصل على تعاطفهم كونهم ينادون باجتياح غزة بريا.
وأضافت سكين لـ"الشروق"، أن الأحزاب الدينية المتطرفة مثل "القوة اليهودية" و"الصهيونية الدينية" تعتبر أساس حكم نتنياهو، لأنها كانت الداعم الرئيس له في فوزه الأخير برئاسة الحكومة الإسرائيلية.
يذكر أنه طالما اعتمد نتنياهو على الأحزاب الدينية المتطرفة وعلى جمهورها في الفوز في الانتخابات العامة، ويقدم لهم الضمانات في حال بقائه أو فوزه برئاسة الحكومة.
وقالت أبو سكين، إن القتل والتدمير والاعتداء على الممتلكات من العقائد الراسخة عند اليهود المتطرفين.
وأردفت أن نتنياهو كثيرا ما يستحضر آيات الحرب من الأسفار اليهودية لتحويل الوضع إلى حرب دينية، والقضاء على الفلسطينيين في غزة، وحتى يدعم ويبرر خطة تهجير الفلسطينيين إلى مصر.