يعتبر السفر الجوي من أكثر وسائل المواصلات أمانا، حيث تقل احتمالية وقوع الحوادث بسبب التنظيم الشديد لحركة الطائرات عبر أبراج المراقبة، وكذلك لقلة عدد الطائرات في الجو مقارنة بأماكن تحرك سائر المواصلات البرية والبحرية.

ولكن عام 2024 بتوتراته السياسية وتزايد المعارك الحربية فيه، أدى لارتفاع عدد ضحايا حوادث الطيران، وذلك نتيجة متوقعة لتأثير النزاعات المسلحة على جوانب الحياة المختلفة ومنها السفر الجوي.

وتسرد جريدة الشروق معلومات عن أهم 5 حوادث جوية شهدها عام 2024 راح ضحيتها ما يقارب من الـ300 قتيل، وذلك نقلا عن بي بي سي، ونيو يورك تايمز، وإيفييشن هيرولد، وأسوشييتد برس.

-تحطم طائرة الأسرى الأوكران

ووقعت إحدى أكثر حوادث 2024 مأساوية في بداية العام في 24 يناير، وذلك حين استهدف الدفاع الجوي الأوكراني طائرة إليوشن روسية تحمل أسرى حرب بصاروخ باتريوت، ما أدى لتحطمها وسقوطها مخلفة 74 قتيلا، منهم 65 أسيرا أوكرانيا، كانت تنوي روسيا مبادلتهم مع أوكرانيا، بالإضافة إلى 9 من الروس بين جنود وطاقم للطائرة.

وزعمت أوكرانيا من جانبها أن الاليوشن التي تم ضربها كانت تحمل صواريخ إس 300 روسية، ثم عاد الجيش الأوكراني لنفي مسئوليته تماما عن ضرب الطائرة في ما يشار إلى أن الطائرة الروسية تم ضربها بمنطقة بيلجرود التي تشهد قصف متبادل بين الجيشين الروسي والأوكراني.

-تحطم طائرة الرئيس الإيراني وشبهة اغتيال إسرائيلي

وشهد يوم 19 من أبريل الماضي إحدى أكثر الحوادث الجوية إثارة للجدل، والتي أسفرت عن مصرع الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي إثر تحطم مروحيته الخاصة في أذربيجان، بعد حادث تحطم على جبال مدينة فارزكان ليلقى 7 من أفراد الطائرة مصرعهم مع الرئيس، ومن بينهم وزير خارجيته حسين عبدالهيان، وقيادي بارز بالحرس الثوري.

وقع الحادث عقب عملية اغتيال إسرائيلية تم تنفيذها بحق إسماعيل هنية رئيس حركة المقاومة الفلسطينية حماس إبان إقامته في إيران، ولذلك رجح عدد من المحللون ووسائل الإعلام وجود دور إسرائيلي في حادثة طائرة الرئيس الإيراني السابق.

-تحطم الطائرة البرازيلية

ووقعت إحدى حوادث السنة يوم 9 أغسطس الماضي بالقرب من مدينة ساو باولو البرازيلية، حين تحطمت طائرة من طراز ATR برازيلية مصطدمه بفناء أحد المنازل لتخلف 62 قتيلا من الركاب وطاقم الطائرة، الذين لقوا مصرعهم في الحال.

وأشارت التحقيقات الأولية لتسبب كتلة من الثلوج في الهواء في اختلال حركة الطائرة، حيث فقد الطيار السيطرة عليها؛ ما أدى لسقوطها بسرعة 120 مترا/ الثانية، لتحترق بمجرد اصطدامها بالأرض.

-الطائرة الأذرية ضحية الصواريخ الروسية

واستمرت حوادث الطيران الناتجة عن الصراعات العسكرية والتي كانت سمة حوادث الطائرات خلال السنة لتقع حادثة الطائرة الأذربيجانية قرب دولة الشيشان الروسية مسفرة عن وفاة 38 من الركاب وإصابة نحو 33 آخرين؛ نتيجة تفعيل الصواريخ الروسية المضادة للطائرات لاستهداف الأجواء المحيطة بمطار غروزني.

واعترفت روسيا رسميا بأن أنظمة الذفاع الجوي كانت بحالة استنفار وقت سقوط الطائرة إلا أن البيان نفى أن يكون صاروخا روسيا هو من تسبب بضرب الطائرة، ويشار إلى أن تلك الطائرة ليست الضحية الأولى للنزاع الروسي الأوكراني، إذ سبقتها طائرة إليوشن والتي تم تم إسقاطها في يناير الماضي، أيضا وقعت حادثة كبيرة منذ سنوات لطائرة ماليزية تم إسقاطها خلال صراع بين انفصاليين روس مع الجيش الأوكراني.

-تحطم الطائرة الكورية الجنوبية وحصيلة قتلى كارثية

وتتصدر حاثة تحطم الطائرة الكورية يوم 29 ديسمبر حوادث السنة من حيث حصيلة القتلى البالغة 179 لقوا مصرعهم من أصل 181 من الركاب والطاقم على متن الطائرة، إذ نجا فردان من الطاقم خلال الحادثة التي وقعت بمطار مون الكوري.

وأشارت المعلومات الأولية، إلى أن الطائرة تعطلت بسبب الاصطدام ببعض الطيور في الهواء لتضطر الطائرة للهبوط الفوري، ولكن حدث عطلا آخر في معدات هبوط الطائرة تسبب في انحرافها داخل ممر الهبوط لتصدم السياج بسرعة هائلة أحرقت الطائرة وأدت لمقتل الركاب.

وتعد حادثة مطار مون هي أكبر حادثة لطراز بوينغ 737 من حيث عدد القتلى خلال عقد العشرينيات من القرن الحالي.