استشهد يوم الأربعاء الماضي، المقاوم الفلسطيني أبو شجاع جابر بعد اشتباك عنيف مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم.
وأبو شجاع، الذي عرف بصموده وشجاعته، قاوم الاحتلال لسنوات عديدة، مما جعله هدفًا لمحاولات اغتيال متكررة من قبل قوات الاحتلال.
وعقب استشهاده، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة منصة "فيسبوك"، موجة من التعليقات التي تعبر عن الحزن والفخر بهذا البطل الفلسطيني.
وكتب أحد المستخدمين لفيسبوك: "بقلوب يملؤها الحزن والفخر، ننعى إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية الشهيد البطل أبو شجاع جابر، الذي ارتقى شهيدًا بعد مشوار طويل من المقاومة والصمود في وجه الاحتلال الغاشم."
وفي تعليق آخر، قال مستخدم آخر: "شجاع البلاد شهيد هذا الشاب صغير الحجم كبير العقل والفعل، الذي قارع المحتل 5 سنوات داخل سجون الاحتلال، ومن ثم خرج وقاوم مرة أخرى حتى ارتقى شهيدًا على أرض مخيم طولكرم".
وأضافت إحدى الأمهات التي فقدت ابنها في المقاومة تعليقًا مؤثرًا وهي والدة الشهيد محمود السناجل: "كنت لما أشوفك بتتمختر بكل عزة وكبرياء كنت أشوف ابني فيك، ملامح وجهك قريبة كثير على قلبي الموجوع".

وقال أحد المستخدمين: "أَنَتَكَلَّمُ عَن قوّتهِ وَشَجاعَتِه! أَم عَن جَمالِ وَجهِه؟ أَم عَن طيب صَيته؟ لا بَل دَعونا نَتَكَلَّمُ عَن جُرأَتِهِ وَبَسالَتِه وَحَمِيَّتِه.. رَضيَ اللهُ عَنكَ وَعَن أَهلِكَ، وتقبلك الله في الفردوس الأعلى".
وكتب مستخدم آخر على "فيسبوك" بتأثر بعد استشهاد أبو شجاع جابر، مؤكدا أن الشهداء يظلون رمزًا للمقاومة والتضحية، وأن دربهم هو الدرب الذي سيظل يسير عليه الأجيال حتى يوم الدين.
وعلق آخر بمنشور يعبر فيه عن غضبه من الشامتين في استشهاد أبو شجاع جابر، مشيرًا إلى أنهم شاركوا في اغتياله بشكل غير مباشر بظلمهم وتشهيرهم به أثناء حياته.

• من أبو شجاع؟

ولد محمد جابر المعروف بلقب "أبو شجاع"، عام 1998 بمخيم نور شمس بمحافظة طولكرم.
ونشأ وترعرع في المخيم مع والديه و5 من الأشقاء، وكان هو الأوسط بينهم.
وعائلة جابر استقرت في المخيم بعد أن هجرت من مدينة حيفا خلال أحداث النكبة في عام 1948.
ولم يكن "أبو شجاع" قادرًا على استكمال مراحل تعليمه؛ بسبب الظروف الصعبة التي عاشها في المخيم.
والتحق بالفصائل الفلسطينية في وقت مبكر من حياته، وتم اعتقاله لأول مرة عندما كان في السابعة عشرة من عمره.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية، يوصف محمد جابر، بأنه أحد أكثر الرجال المطلوبين في الضفة الغربية، حيث يُتهم بـ"زعزعة الاستقرار في شمال الضفة الغربية" والضلوع في عدة عمليات، من بينها عملية إطلاق النار التي وقعت في يونيو الماضي، وأدت إلى مقتل إسرائيلي.
وكان "أبو شجاع"، مقربًا من سيف أبولبدة قائد كتيبة طولكرم الأول وأحد مؤسسيها.
وبعد مقتل أبو لبدة، تولى محمد جابر قيادة الكتيبة، وعمل على توسيعها.
وفي سبتمبر 2022، وصلت أعداد أفراد كتيبة طولكرم إلى حوالي 40 شخصًا، بعد انضمام العديد من الشباب من مدينة طولكرم ومخيم عين شمس إلى صفوفها.