«الثغرة» التى تهدد انتصار معركة القمح - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:28 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الثغرة» التى تهدد انتصار معركة القمح

نشر فى : الأربعاء 1 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 1 مايو 2013 - 8:00 ص

لو صح أن عصابات شريرة أشعلت الحرائق فى مساحات مزروعة قمحا بطريق مصر الاسكندرية الصحراوى، فإننا أمام جريمة عدوان غاشم على أمن مصر القومى، يتطلب تحقيقا سريعا ووصولا أسرع إلى الجناة ومن يقف وراءهم.

 

إن الخبر المنشور بالصور على مواقع التواصل الاجتماعى أمس الأول، يثير القلق على ما هو قادم، ويؤكد صحة ما سبق ذكره من أن هناك مخططا شريرا يجرى تنفيذه منذ الإعلان عن إنتاجية قمح غير مسبوقة فى التاريخ المصرى، تقربنا كثيرا من حلم الاكتفاء الذاتى، وقد ظهرت ملامح هذا المخطط بالكشف عن أشرار ينشطون فى شراء محصول القمح من الفلاحين وإعدامه أو إخفائه كى لا يتم توريده إلى الصوامع الحكومية.

 

ومن يسوقه حظه العاثر لمتابعة ما يسكبه إعلام الثورة المضادة هذه الأيام من كميات كيروسين خرافية بهدف إشعال النار فى هذا الحلم، يدرك أن دورا مهما من مؤسسات الدولة لا يزال مطلوبا، فالحاصل أن هناك عملية تدور على قدم وساق لتكفير الفلاح بقمحه، ودفعه دفعا إلى الندم على تحقيق هذه الطفرة التاريخية فى الإنتاج، بالطريقة والآليات والوجوه ذاتها التى مارست ولا تزال تمارس دورها الشرير فى تكفير المصريين بثورة يناير.

 

وليست هناك أدنى مبالغة فى القول إن كارهى ثورة القمح هم أنفسهم كارهو ثورة ٢٥ يناير، ممن جرحوها وشوهوها وأهالوا التراب عليها فى أيام خالدة من تاريخ المصريين ( ٢٥ يناير - ١١ فبراير) ثم تملقوها وتوشحوا بثيابها فيما بعد ليواصلوا تخريبها وتدميرها قيميا وسياسيا من الداخل.

 

وكما نجحوا فى اصطياد بعض المحسوبين على الثورة واستخدامهم ــ بوعى أو بدون وعى ــ فى تنفيذ مخططهم، يحاولون الآن اصطياد الفلاح المصرى لاستخدامه فى إفساد ثورة القمح، ومن عجب أن الفلاح كان أكثر فطنة وزكاء ووعيا بهذه المحاولات الخبيثة من النخبة السياسية التى سقطت مع سبق الإصرار فى مستنقع آسن يمتزج به نقاء الثورة مع عطن الثورة المضادة.

 

وعلى عهده مصادر ثقة أنه جرت مساء أول أمس محاولة استدراج نقيب الفلاحين لكى يظهر على إحدى الشاشات السامة ويكذب أخبار الارتفاع المذهل فى إنتاجية القمح هذا العام، وقبل اللقاء بساعات ذهب إليه أحد سماسرة هذه الشاشة ليلقنه ما يجب أن يقول، بحيث ينفى تماما صحة التقارير الخاصة بزيادة الإنتاج، وكما قال لى أحد شهود الواقعة فإن السمسار إياه حاول إيهام الفلاح الأصيل بأن من مصلحة مصر ألا يقال إنها ستحقق الاكتفاء الذاتى من القمح.

 

غير أن فطرة الفلاح السوية لفظت هذا الفحيح وفاجأ الرجل البرنامج بتأكيد معلومة ارتفاع إجمالى محصول القمح، فتغيرت خارطة الحوار إلى محاولة التشكيك فى نجاح عمليات التوريد والتخزين.

 

لقد فعل الفلاح المصرى ما عليه، ويبقى على مؤسسات الدولة أن تؤدى دورها على النحو المطلوب من الكفاءة والقدرة على التصدى لمحاولات إفساد الفرح واحراق الحلم فوق الأرض وعلى الشاشات التليفزيونية، وليس أقل هنا من أن يدعو رئيس الحكومة الوزراء المعنيين بمحصول القمح للجلوس على وجه السرعة مع الممثلين الحقيقيين للفلاحين للنقاش والتداول حول العقبات التى تعترض تأمين حصاد المحصول وتوريده وتخزينه، إذ من غير المعقول أن يستمع زارع قمح لكل هذا الصخب الاحتفالى بالطفرة، ثم يصطدم بموظف بليد أو كاره للحلم يرفض استلام المحصول منه.

 

إن آفة المصريين دوما أنهم يغرقون فى الاحتفال ببشائر انتصاراتهم وينسون أن العبرة بالخواتيم ومن هنا تحدث «الثغرة» تماما كما جرى فى انتصار اكتوبر ٧٣ ويناير ٢٠١١، فلا تتركوا ثغرة يتسلل منها الكارهون لانتصار القمح فيتبدد أو يتحول إلى نصف انتصار.

وائل قنديل كاتب صحفي