صفقة بايدن في الشرق الأوسط - سامح فوزي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:21 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صفقة بايدن في الشرق الأوسط

نشر فى : الثلاثاء 1 أغسطس 2023 - 8:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 1 أغسطس 2023 - 8:25 م

لم يعد ما ذكره الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان بشأن صفقة الرئيس جو بايدن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل خافيا على أحد، حيث ناقش جيك سوليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى المسألة مع الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية خلال لقائهما فى جدة منذ أيام. وحسب موقع «أكسيوس» فإن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلى طار سرا إلى واشنطن قبل هذه الزيارة بأسبوعين، واجتمع مع سوليفان للغرض ذاته. الصفقة باختصار التى يروج لها: ضمانات أمريكية بالدفاع عن السعودية حال تعرضها لأى اعتداء، ومساندة فى مشروعها للطاقة النووية السلمية، مقابل تطبيع مع إسرائيل، على أن تقوم الأخيرة بالتعهد بوقف الاستيطان، وعدم ضم أراضٍ فلسطينية من الضفة الغربية. بالطبع تدرك إسرائيل أن التطبيع مع السعودية ليس سهلا، فهى معبر مهم إلى العالم الإسلامى.
الصفقة تبدو صعبة، ونشرت «الجارديان» تحقيقا شمل آراء العديد من الخبراء الأمريكيين الذين لهم علاقات، ويمتلكون معلومات عن الشرق الأوسط، وفى رأيهم أن بايدن ليس الرئيس المفضل بالنسبة للسعودية، مقارنة بسلفه دونالد ترامب، الذى وافق على حرب اليمن مائة بالمائة، ولم يفتح يوما ملفا شائكا مع الرياض، مثلما فعل بايدن منذ حملته الانتخابية، وما تلاها من مواقف سلبية، لم تنكسر حدتها إلا مع الاحتياج إلى النفط «منخفض الثمن» فى اعقاب الحرب الروسية فى أوكرانيا، وردت له القيادة السعودية الصاع صاعين عدة مرات، ولاسيما فى الانفتاح على الصين، ومنح بكين موقعا أفضل فى اجراء المصالحة الإيرانية السعودية. أما إسرائيل، فإن موافقة بنيامين نتنياهو على الصفقة الأمريكية قد يقود إلى انهيار حكومته، التى بها عناصر يمينية متشددة، ولا يوحدها سوى موقفها المتطرف تجاه الفلسطينيين، فضلا عن أن الرياض لن تكتفى بوعود كلامية، ولكن باتخاذ إسرائيل سياسات جوهرية ملموسة على الأرض.
ورغم ذلك، فإن الصفقة فى ذاتها ليست مستحيلة، إذ تدرك إسرائيل جيدا أن التطبيع مع السعودية له نتائج مهمة، وله أيضا ثمن ينبغى أن تدفعه. ففى عهد دونالد ترامب لم يكن وضع الفلسطينيين حائلا أمام إتمام الاتفاقات الابراهيمية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وان سارت العلاقات بين إسرائيل وهذه الدول بوتيرة متباينة. أما التطبيع بين السعودية وإسرائيل فى عهد بايدن فلابد أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة فيه، وليست بعيدة عنه. وتسعى الإدارة الأمريكية لإتمام هذه الصفقة، تمشيا مع موقفها العام المشجع على تطبيع علاقات إسرائيل بجيرانها، وإدراكها ان التطبيع بين إسرائيل والسعودية قد يفتح الباب أمام علاقات بين إسرائيل ودول أخرى فى المنطقة العربية وخارجها، فضلا عن أنه يغذى فكرة الشراكة مع دول الثقل المالى فى الشرق الأوسط. بالتأكيد سوف تشهد مواقف أعضاء الكونجرس تباينا، بين جمهوريين لا يريدون للرئيس بايدن أن يكون له انجاز خارجى مثل هذا، وبين ديمقراطيين تشغلهم أسئلة عديدة منها حقوق الإنسان، وغيرها.
الانباء والتصريحات المحيطة بهذه الصفقة الأمريكية فى ازدياد، هل سوف تتحقق، أم تلحق بخطط أخرى حاولت إدارة بايدن ترويجها من قبل مثل التحالف العسكرى بين دول المنطقة فى مواجهة إيران، والذى شهد نهايته مع زيارة بايدن إلى السعودية العام الماضى.

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات