الباعة ومقاهى البورصة - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الباعة ومقاهى البورصة

نشر فى : السبت 1 سبتمبر 2012 - 8:20 ص | آخر تحديث : السبت 1 سبتمبر 2012 - 8:20 ص

حينما أغلقت بعض شوارع وسط القاهرة، وبالتحديد منطقة البورصة تصور البعض أن الهدف استلهام تجارب بعض المدن الأوروبية التى أغلقت بعض شوارعها التى انتشرت فيها المقاهى وتوقع البعض أن تتسع التجربة فى القاهرة حتى تشمل كل شوارع وسط البلد، لكن للأسف أرادت المحافظة أن تتحول منطقة البورصة إلى أسواق للباعة الجائلين بما يصاحب وجودهم من ضوضاء ومخلفات ورقية وزجاجات فارغة لتتحول المنطقة التاريخية إلى حى شعبى.

 

غالبا ما يذهب الشباب إلى مقاهى البورصة سيرا على الأقدام و قد يستقل البعض مترو الأنفاق، لكن فى النهاية مئات من الشباب يوميا يقصدون منطقة وسط البلد خصوصا مقاهى البورصة وزهرة البستان وجراش ريش كما يسميه البعض.

 

هناك يتحاور الشباب وتعقد ندوات مصغرة يتبادلون فيها أحاديث السياسة والفن والاقتصاد والأدب، وفى أحيان يكون الهدف مجرد شرب الشيشة واحتساء الشاى والقهوة والمشروبات وتمضية أوقات الفراغ فى مكان مغلق بعيدا عن زحام السيارات وأصوات الكلاكسات المزعجة وسط مبانٍ قديمة عالية شيدت على الطرز الإيطالىة والبلجيكىة والفرنسية الجميلة، لقد صار الممر الذى وضعت الطاولات بعرضه وطوله مسقطا للهواء المنعش رغم شدة زحام مرتاديه هذه الصورة أرادت محافظة القاهرة تشويهها بقرارها زرع أعداد من الباعة الجائلين وسط مقاهى البورصة تعويضا لهم عن إزاحتهم من أرصفة  شوارع قصر النيل وسليمان باشا إلى سوق بديلة يطلقون عليه سوق اليوم الواحد فى أماكن متفرقة بالقاهرة بعد أن فرض الباعة وجودهم بسياسة الأمر الواقع على ميادين وشوارع القاهرة وأثروا بالسلب على سيولة المرور أرادت المحافظة أن تحشر باعة الملابس الداخلية والجوارب ولعب الأطفال بين طاولات المقاهى لمجرد أن تتخلص من كابوس الباعة الجائلين وإزعاجهم، وبالمناسبة لا أحد ضد حل مشكلة الباعة المطاردين دائما من رجال البلدية وشرطة المرافق والباحثين عن الاستقرار، والذين يمثلون 25% من حجم التجارة فى مصر رغم عشوائيتهم وتعاملهم فى سلع رخيصة تفتقد لأبسط معايير الجودة والرقابة، وقد تضر بالمستهلك والذين تزايدت أعدادهم بشكل مفزع حتى وصلت إلى 6 ملايين بائع متجول فى جميع المحافظات يحتل 600 ألف منهم منطقة وسط البلد وحدها، نعم جمعينا ضد افتراش الأرصفة وتعطيل المرور وانتشار البلطجة واغتيال الشوارع بالشكل الذى هى عليه لكن المطلوب إنشاء أسواق حضارية يتم تسكين الباعة الجائلين بها.

 

من المؤكد أن فكرة سوق اليوم الواحد ليست الحل الأمثل للمشكلة  لذلك رفضها أصحاب الشأن  مطالبين باسواق دائمة يعرضون فيها بضائعهم أمام زبون دائم يقصدهم رافضين فكرة تنقلهم وزبائنهم ما بين الأسواق بحسب الأيام، وهى مسألة غير منطقية غير عابئين بتهديدات نائب المحافظ بأنه مازال يتعامل معهم بالحسنى ولم «يوريهم العين الحمراء بعد» بحسب تصريحاته.

 

 

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات