8 جنيهات و«علبة التونة» - ماجدة خضر - بوابة الشروق
الجمعة 27 سبتمبر 2024 10:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

8 جنيهات و«علبة التونة»

نشر فى : السبت 5 يناير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 5 يناير 2013 - 8:00 ص

أرقام وتصريحات تفتقد الدقة يعلنها وزراء فى الحكومة بين الحين والآخر تؤكد انهم يتحدثون عن بلد آخر وبين إناس لا يعرفونهم ولا يدركون حالهم. آخر التصريحات الصادمة ما جاء على لسان الدكتور اشرف العربى وزير التخطيط والتعاون الدولى من ان الحكومة تعتبر ان من يحصل على دخل 8 جنيهات فى اليوم ليس فقيرا ومن يزيد على ذلك فقد خرج من دائرة الفقر ولا اعرف وفقا لأى حسابات حدد الوزير هذا الرقم الغريب فى ظل توقعات بارتفاع معدل التضخم بعد أن ضرب الغلاء الأسواق وشهدت أغلب السلع ارتفاعا بعد زيادة سعر الدولار والـ8 جنيهات وفقا لتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى لا تشترى «علبة تونة».

 

اللافت وباعتراف الوزير نفسه وصلت معدلات الفقر فى صعيد مصر إلى اكثر من 50% وزادت البطالة بين الشباب إلى 30% وبرغم ان الإحصاءات تثير حفيظة وتخوفات المتابعين إلا انها تعد متفائلة وتبتعد كثيرا عن حقيقة الواقع الملموس.

 

فالبطالة تفشت خلال عامين بعد ثورة يناير ومستويات الفقر فاقت هذه المعدلات بكثير وطالت الحضر وليس الريف فقط، ويبدو ان الوزير لا يزال يقف عند تقديرات الوزير عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية فى عهد مبارك والذى كان العربى مستشارا له،  وكانت تعد تصريحاته حول الدخل والفقر نوعا من الهزل فى موضع الجد، فقد ذكر ان الفقير هو من يقل دخله اليومى عن دولار ونصف وهو يعلم ان هناك تدهورا فى الدخل الحقيقى للمواطن المفارقة أن الدولار ونصف فى عام 2010 وقت تصريحات عثمان تزيد الآن  عن «ثمانية جنيهات».

 

اعتقد ان من يصدر عنهم مثل هذه التصريحات لا يدركون حقيقة ما ينفقه المواطن على مأكله وملبسه وعلاجه وتعليمه وسكنه بدليل حالة انفلات الأسعار السائدة والتى سوف تزداد دون رابط ولا ظابط بعد قرار ضريبة المبيعات المؤجل وبعد تدهور وضع الجنيه.

 

المؤكد أنه لم يصل اليهم ان فاتورة الكهرباء التى اشتعلت وفاتورة الغاز التى زادت ستمس محدودى الدخل على عكس ما يرددونه، وان زيادة عبوة الزيت جنيه وكيلو الدواجن جنيه ونصف، وتحرك أسعار السكر والأرز والمكرونة واللبن والأجبان بزيادات مرتقبة ستسقط شرائح من متوسطى الدخل داخل دائرة الفقر التى تحدث عنها وزير التخطيط  والذى كان عليه ان يرجع اولا إلى بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء عن دخل وإنفاق الفرد قبل ان يدلى بمقولته.

 

لا أحد يعلم كيف سيواجه المستهلك الموجة التضخمية القادمة التى سوف تعصف بأى بادرة أمل فى تحسن معيشته وحياته ــ وعليه لا أحد فى موقع مسئوليه يحدثنا بعد الآن عن تحسن الاقتصاد والعمل لصالح محدودى ا لدخل.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات