«رغاوى الصابون» - ماجدة خضر - بوابة الشروق
الجمعة 27 سبتمبر 2024 10:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«رغاوى الصابون»

نشر فى : السبت 20 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 20 أبريل 2013 - 8:00 ص

منذ نحو شهرين أصدرت وزارة الصحة نشرة تحذر فيها من أن بالأسواق عقارا مغشوشا خاصا بعلاج الفشل الكبدى

 

وحذر المنشور من تعامل المستشفيات العامة والخاصة مع جهات مجهولة المصدر وقصر التعامل على الجهات المعتمدة.

 

بمجرد أن قرأت الخبر وعلمت أن دواء الألبومين المشار إليه يتم غشه فى مصانع بير السلم، وذلك بإضافة مادة السافلون أو الصابون السائل ليشبه الدواء الأصلى فى تكوينه «رغاوى» عند الاستعمال. أصبت بالصدمة والرعب فشقيقتى وملايين غيرها من مرضى الكبد يعالجون بعقار الألبومين، لم أتصور أن الزجاحة الصغيرة التى لا تزيد محتوياتها على 200 ملى، وتباع بـ250 جنيها، وتحقن مباشرة فى الوريد مجرد « رغاوى صابون»، وبدلا من أن تعالج المريض وتعجل بشفائه تقتله.. أهمية الألبومين أنه نوع من بروتينات الدم الذى يؤدى دورا مهما فى تنظيم الضغط بين البلازما والخلايا الدموية وبين الدم والأنسجة وإذا تعرض مريض الفشل الكبدى لنقص فى ذلك العنصر المهم قد يودى بحياته إذا لم يتوفر هذا الدواء.

 

للأسف اكتفت الوزارة بالتحذير ولم نعد نسمع عن أى نوع من المتابعة لهذه الأمر الخطير، وكأن الحكومة ترمى الكرة فى ملعب المريض، وعليه أن يتحقق بنفسه من أن الدواء ليس مغشوشا، وهى مسألة صعبة يعجز حتى المتخصصون من الصيادلة على اكتشافها. فالعبوات متشابهة فى الشكل، ولا يحدد محتواها سوى التحليل المعملى، الغريب إنه عقب نشر تحذير الصحة تحرك جهاز حماية المستهلك وطلب من الوزارة التأكيد على أن الأسواق خالية من هذا العقار المزيف أم لا ولم ترد الوزارة ولم يتابع الجهاز.

 

حقيقى هناك فوضى عارمة فى سوق الدواء خاصة بعد الثورة ما بين نقص أصناف مهمة من الأدوية، وتحرك اسعار أصناف أخرى شعبية ورخيصة أضرت بالمرضى من الفقراء، بالإضافة إلى توقف شركات كبرى ومصانع أدوية عن الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الخامات وسعر الدولار وأسباب أخرى لا مجال لذكرها، لكن النتيجة أن مصر خرجت من مجال الريادة فى صناعة الدواء بالمنطقة بعد أن كانت تحتل المرتبة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط وآسيا.  لم نعد نذكر أن طلعت حرب أنشأ أول مصنع للأدوية سنة 1934، وهو شركة مصر للمستحضرات الطبية فى وقت لم تكن تظهر فيه أى بوادر لتلك الصناعة فى الإقليم بكامله.

 

لقد ذكر لى أحد العاملين الكبار فى صناعة الدواء أن دولة مثل الأردن نجحت فى أن تستأثر بحصص الأسواق العربية الكبرى حتى إنها أنشأت شركة تسمى الحكمة أصبحت تصدر 4 أضعاف صادرات 120 مصنعا بمصر، وصارت الأردن الدولة الوحيدة بالمنطقة التى بها معمل معتمد دوليا لاختبارات الدواء.

 

ماذا حدث للمصريين؟ سؤال طرح وسيظل يطرح فربما تستعيد مصر مكانتها فى العديد من المجالات ومن بينها صناعة الدواء العريقة.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات