لا تعتذروا عن مطالبتكم بالحقوق والحريات، والتحول الديمقراطى، وسيادة القانون، وتداول السلطة، وكرامة الإنسان، والعدالة الاجتماعية.
لا تتورطوا فى الاشتباك الكلامى مع مزيفى وعى الناس، والمدافعين دوما عن السلطوية طمعا فى «حمايتها وعوائدها»، والمتحدثين زيفا باسم وطنية هى منهم براء وباسم دولة رسوخها وقوتها فى العدل وفى رفع المظالم والانتهاكات والمحاسبة الناجزة لمرتكبيها.
لا تتجاهلوا أن الرفض الضرورى لإعادة إنتاج الاستبداد وتجديد دماء السلطوية وإماتة السياسة وتهجير المواطن من المجال العام يلزم بسلمية وعلنية العمل والاقتراب اليومى من الناس، وبمواجهة كل انتهاكات الحقوق والحريات دون معايير مزدوجة أو استخفاف بها حين تصيب ضحايا تختلفون معهم قيميا وفكريا، وبالإدانة القاطعة لفكر التطرف وللتورط فى الإرهاب والعنف، وبالتمسك بالنفس الطويل وباﻵمال المراوغة، وبالثقة فى أن للفكرة الديمقراطية الكثير من القبول والتأييد الطبيعيين بين الناس وأنهما حتما إلى عودة قادمة وإلى تجاوز الانزواء الراهن.
لا تنسوا أن بعض السلطويات الحاكمة أخفقت فى إزاحتها ثورات وانتفاضات شعبية طلبت الديمقراطية، وأن بعضها الآخر أعاد التأسيس لهيمنة نخبه على المجتمعات والدول وأحال إلى العدم مساعى مساءلته ومحاسبته عن مظالم وانتهاكات وفساد الماضى بعد ثورات وانتفاضات ديمقراطية، وأن التخلص من السلطوية ونخبها ومظالمها حدث فى مجتمعات ودول تحملت الهزائم السريعة وتجاوزت الانكسارات والارتدادات المرحلية وتمسكت بحق المواطن وبحق الشعوب فى العدل وسيادة القانون وتداول السلطة وصححت دوما استراتيجيات وأدوات طلبها للديمقراطية بممارسة للنقد الذاتى وبموضوعية مستندة إلى المعرفة والعلم.
لا تكتفوا حين تتلاحق الهزائم والانكسارات والارتدادات وحين تجرد من الفاعلية المجتمعية مطالبكم المشروعة والعادلة بمساءلة ومحاسبة المتورطين فى السلطوية والانتهاكات والفساد وبتمكين المواطن والشعب من الديمقراطية وحين تمات السياسة من حولكم وتهجرون من المجال العام ما لم تمتثلوا ﻷوامر الحكم وللتيار السائد بمشاعر الأسى والأسف والحزن والإحباط أو بانفجارات الغضب الوقتية وغير الرشيدة أو بالانسحاب من الشأن العام، بل واصلوا العمل بسلمية على تطوير الفكرة الديمقراطية لكى يمكن تطبيقها وصياغة قوانين للعدالة الانتقالية يمكن اعتمادها والاجتهاد لتوعية الرأى العام بصبر وتفاؤل ودون استعلاء وتوظيف النقد الذاتى لاستخلاص العبر من الهزائم والانكسارات والارتدادات المتلاحقة.
غدا بإصرار هامش جديد للديمقراطية فى مصر.