لا ثورة فى المراسم - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا ثورة فى المراسم

نشر فى : السبت 2 يوليه 2011 - 9:01 ص | آخر تحديث : السبت 2 يوليه 2011 - 9:01 ص

 لو قلت إن عصام شرف ابتعد كثيرا عن الميدان لدرجة أنه لا يدرك حالة الاحتقان الشعبى السائدة بين المصريين بسبب أداء الحكومة وتراخى الدولة فى المحاكمات، وخوف المصريين من أن يفلت القتلة من العقاب، وأنه ابتعد لدرجة أن يذهب إلى غينيا فى ذلك التوقيت الحساس تاركا الميدان مشتعلا بعد أن ندد بغضب الثائرين واتهمهم بإثارة الفوضى ــ لو قلت ذلك لانبرى نفر من هواة التبرير لاتهامك بالتجنى على الرجل.

تعاطفت مع غضب رجل الأعمال أحمد بهجت الذى عبر عنه فى مؤتمر «النانو تكنولوجى» الذى افتتحه شرف وحضره كوكبة من العلماء المصريين بالداخل والخارج، لقد انفجر الرجل فى مراسم مجلس الوزراء قائلا أنتم تصنعون من الرجل الطيب شرف دكتاتورا.

رأى بهجت مشهدا مستفزا لا يحدث فى أى بلد سوى فى مصر.. حاشية تجرى أمام وخلف رئيس الوزراء يفسحون له الطريق يخلون القاعة من الضيوف مهما كان قدرهم ومكانتهم استعدادا لقدوم رئيس الوزراء، هؤلاء دائما ما يجلسون فى الصفوف الأولى فى أى لقاء كان.. بينما قد يجلس وزير أو عالم أو مفكر فى الصفوف الخلفية، هذا المشهد يتكرر مع كل رئيس وزراء دخل قصر الأميرة شويكار: المقر الحالى للحكومة «هم دائما حريصون على إقامة جدار عازل بين دولة الرئيس كما يلقبونه وبين الآخرين».

للأسف مثل هؤلاء يحولون الفرد إلى فرعون وبعد الثورة يجب أن يكون رئيس الحكومة فى مصر مثله مثل أى رئيس حكومة فى أى بلد متحضر يعامل كواحد من الشعب خاصة أن الشعب هو من اختاره.

رئيس الوزراء فى الغالب يأتى من حرم الجامعة حيث كان يعيش حياته كأستاذ جامعى وسط آلاف الطلبة يتعامل ببساطة لا يقف وراءه الرجل الضخم الذى يضع سماعة فى أذنه ويزجر كل من يحاول الاقتراب منه.. لا تسير أمامه كتيبة تهرول مسرعة على سلم المجلس قبل أن تفتح له أبواب السيارة المرسيدس السوداء التى يقف سائقها زنهارا ينتظر ساعات وهو ممسك ببابها.

من المعروف عن الدكتور شرف تواضعه الجم، حتى إن البعض يعتبر ذلك نوعا من الطيبة التى تصل لحد الرخاوة، لكن يبدو أن أفضل صفاته وهى الاقتراب من البشر تهدد مصالح البعض فالاقتراب من الشعب يعنى الابتعاد عنهم وهدم هيلامانهم.

أتعجب من ثورة أطاحت بالنظام وأسقطت رموزه ولم تقترب من هؤلاء، وأتعجب أكثر من احتفاظ شرف بنفس الوجوه القديمة، وقد زاد الطين بلة إحاطة نفسه بمجموعة من المستشارين الذين شكلوا أيضا حاجزا بينه وبين الآخرين يتحدثون باسمه ونيابة عنه وهم موجودون على الساحة يملئونها كلاما ودفاعا عن سياساته وأحيانا تبريرا لأخطائه.
دكتور شرف.. أرجوك لا تسمح لهؤلاء أن يبعدوك أكثر فيحبسونك داخل وهْمِ النفوذ والسلطة الزائفة.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات