أيام الغياب - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:53 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيام الغياب

نشر فى : الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 9:10 ص

خلال الأيام الماضية وبعد وفاة الصديق الجميل حسام تمام، رحمه الله، امتنعت عن الكتابة وشعرت باحتياج شديد للخروج قليلا من صخب الحياة والبحث عن شىء من السكينة بعد مصاب أليم.

 

أعدت قراءة بعض مما كتب حسام عن الحركات والتيارات الإسلامية فى المجتمعات العربية وتحليله الثاقب لمسارات تطورها وتنوعاتها وتركيزه على ضرورة الفصل بين الدعوى والسياسى لدى الإسلاميين وتحفيزهم على الانفتاح على غيرهم. طالعت أيضا موقع «إسلاميون» الإلكترونى الذى بدأه الراحل على صفحة إسلام أون لاين ثم استقل به مع عدد من الباحثين ونشر عليه الكثير من الدراسات القيمة. مسئولية أصدقاء حسام الآن هى تجميع وإعادة نشر كتاباته والإسهام الجماعى فى إصدار كتاب يحتفى بحسام بتناول قضايا الإسلاميين التى دوما ما اهتم بها. والحقيقة أننى توافقت مع الأصدقاء (مع حفظ الألقاب) ناجح إبراهيم وعمرو الشوبكى وعبدالفتاح ماضى اثناء العزاء بالإسكندرية على القيام بالمهمتين وإشراك زملاء آخرين فى الأمر خاصة الباحث السويسرى باتريك هانى الذى طرح فكرة مشابهة.

 

البحث عن شىء من السكينة قادنى إلى ولديى لؤى ونوح حيث أمضيت معهما ببرلين الأيام الثلاثة الماضية. وعلى هامش زيارتى لهما، شاركت فى مؤتمر لحزب الخضر الالمانى عن الربيع العربى وتحولاته وألقيت محاضرة عن الحالة المصرية. أعمال المؤتمر كانت متميزة باستثناء مشاركة أنصار إسرائيل بين الصحفيين الألمان وطرحهم شديد التحيز لتل أبيب التى تسعى اليوم لإقناع الغرب بأنها فى مهب ريح إسلامية عاتية قادمة من شمال افريقيا. المسكوت عنه هنا هو استمرار العنف والصلف الإسرائيلى ضد الفلسطينيين والتحايل على حق تقرير المصير المشروع. اتلقى لم اتلق تتعلم السياسة الإسرائيلية الدرس بعد ومازالت تبحث عن مبارك جديد لضمان مصالحها وتكريس صلفها دون رد.

 

صباح الاثنين وبعد أن أوصلت لؤى ونوح إلى المدرسة توجهت إلى المطار للعودة إلى القاهرة. وكالعادة لا تنتظر القاهرة طويلا كى تدخل الواحد منا فى دوائرها وأحداثها. قبل مغادرة برلين اتصل أحد الصحفيين وأبلغنى بأن مرشحين منافسين لى بدائرة قسم شرطة مصر الجديدة قدموا طعونا على ترشحى للجنة الانتخابات بدافع أننى مزدوج الجنسية. هؤلاء لم يقراءوا قانون الانتخابات جيدا، فهو لا يمنع ترشح مزدوج الجنسية (كحالتى بجنسيتين مصرية وألمانية والأخيرة لا يمنع اكتسابها من الاحتفاظ بالجنسية الأصلية) على مقاعد مجلسى الشعب والشورى. وحكم القضاء الإدارى فى 2010 بمنع ترشح مزدوج الجنسية استند إلى قانون الانتخاب القديم وليس الجديد. عدت سريعا لأجواء القاهرة وأحوالها وصخبها الذى هربت منه لبرهة. إلا أنها مدينتى وبلدى ووطنى واحبهم جميعا.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات