لو كنت فى دولة بوجمبورا هذه الأيام فسوف ترى أن قضية الساعة الرياضية هناك تدور حول أسباب استبعاد حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب لميدو، فكثيرون يبحثون عن السر.. ومنذ إعلان القائمة النهائية أسمع وأقرأ تفسيرات غريبة، لن أكررها هنا لأن تكرارها يعنى ترسيخ الشائعات.. إلا أن رأيى منذ اللحظة الأولى كان أن الاستبعاد مفاجأة، خاصة أن عمرو زكى مصاب وميدو هو المهاجم الوحيد الذى وقع عليه الاختيار ويملك ميزة طول القامة والقوة الجسدية، وإجادة ألعاب الهواء، وهو سيكون لاعبا مهما فى منطقة جزاء الخصم.. وتلك الميزات لا يملكها بنفس القدر متعب، ورءوف، وزيدان، والسيد حمدى، وجدو وعيد عبدالملك.. وكان من أسباب المفاجأة فى استبعاد ميدو أيضا أن المنتخب قد يلعب برأسى حربة فى بعض المباريات، وقد فعل ذلك فى تجربته الودية أمام مالاوى، وربما يعود إلى الطريقة التقليدية 3/5 /2.. وفيها يلعب الفريق برأسى حربة، والمرشحان هما متعب وميدو.. فلماذا استبعد الثانى؟!
لم يعلن حسن شحاتة الأسباب، لأنه لا يحب الحديث عن اللاعبين، وفى بعض الأحيان يكون إعلان الأسباب أفضل من السكوت عنها، درءا للخلاف وللجدل قبل بطولة كبيرة ومهمة. فقبل أشهر غضب جمهور الأهلى من شحاتة بسبب ضمه للحضرى، واليوم يغضب جمهور الزمالك بسبب عدم ضم ميدو.. بجانب أن الصمت فتح باب الجدل والشائعات.. خاصة أنه عند المقارنة، وهى حتمية، سيوضع ميدو قبل جدو والسيد حمدى مثلا، بالاسم والخبرة، وبالدور المحتمل داخل صندوق المنافس.. مرة أخرى لماذا إذن استبعد حسن شحاتة ميدو؟!
أحد التفسيرات أن ميدو غير لائق بدنيا، وأنه لا يلتزم الآن بمركزه فى المقدمة كرأس حربة داخل صندوق الفريق المنافس ويهرب من مسئولياته الهجومية بالتراجع إلى وسط الملعب وربما يلائمه أن يلعب فى وسط الملعب مع لاعبين آخرين خلف رأس الحربة بالزمالك، ويعود كثيرا إلى الخلف. ولكن هذا الأسلوب فى اللعب لا يخدم الهدف من ضمه فى المنتخب فى مواجهة منتخبات أفريقية قوية، ولا تقارن مستوياتها بالفرق المحلية التى يواجهها الزمالك.. كما أن المنتخب قد يلعب فى بعض المباريات بمثلث هجومى له قاعدة من لاعبين، وهما زيدان وشيكابالا، وبرأس حربة واحد، وهو عماد متعب.. ولن يتحمل ميدو الجلوس احتياطيا.. ولذلك استبعد ميدو..
قد نقتنع بذلك.. إلا أن ما لا يقنع هو ضم ميدو من الأساس بينما كل الأسباب المحتملة لاستبعاده واردة ومعروفة.. كما أنه كان من الواجب أن يتعامل معه الجهاز الفنى بصورة أكثر احترافية، وأقول ذلك بناء على تصريحات أدلى بها ميدو مؤخرا بعد استبعاده، ووصف فيها القرار بأنه إهانة..
إذن فى بعض الأحيان يكون من الأفضل للجهاز الفنى للمنتخب إعلان أسباب استبعاد لاعب بدلا من السكوت عنها.. رهانا على هدوء العاصفة بعد قليل.. أو ترفعا؟!