هذا على ما يبدو نهاية خطة السلام. ليس من المتوقع صدور أى بيان رسمى، ويبدو أن فرصة الحل السياسى للنزاع قد ماتت. وهذا ليس فقط بسبب الرفض العنيد لمحمود عباس، الزعيم الذى يرفض خطة الرئيس ترامب للسلام. وليس بسبب الزعامة الفلسطينية التى عفا عليها الزمن، والمنفصلة عن الواقع، والمخلصة بصورة مرضية لمبدأ يجب عدم تضييع فرصة من أجل تضييع الفرصة، وتستبعد أى فرصة للدفع بحل سياسى للنزاع. إن الذى يقوض ويقضى فعليا على الأمل بتحقيق حلم ترامب فى «صفقة القرن» هو السعودية، الدولة العربية المركزية التى يفخر ترامب بصداقتها ويتباهى بها.
الخبر الذى نشرته وكالة رويترز يوم الأربعاء الماضى، والذى جاء فيه أن السعودية بعثت برسالة إلى البيت الأبيض تقول فيها إنها غير قادرة على تأييد خطة الرئيس للسلام، هى عمليا ضربة مميتة للخطة. وبحسب البيان، فقد شرحت السعودية معارضتها خطة السلام للدول العربية.
يدعم ذلك تقرير طويل نشرته فى عدد يوم الأحد صحيفة «النيويورك تايمز». بحسب الصحيفة، خطة الرئيس التى أوكلت إلى جاريد كوشنير وجيمس جرينبلات «مستنقع موحل» وفرص الدفع بها قدما ضعيفة، بسبب سياسة ترامب المؤيدة لإسرائيل، التى أغضبت الفلسطينيين وزادت الشك الموجود أصلا حيال التوصل إلى اتفاق سلام».
دبلوماسيون فى مركز الأمم المتحدة يتحدثون منذ وقت عن ابتعاد السعودية ومصر والأردن عن تأييد خطة السلام. نتيجة هذا التطور أعلن كوشنير وجرينبلات إلغاء خطة المساعدة لقطاع غزة التى أعدتها الإدارة الأميركية كمقدمة لخطة السلام.
فى رأى دبلوماسى غربى رفيع المستوى «الخطأ الاستراتيجى الذى ارتبكه البيت الأبيض، والذى قوض منذ البداية فرصة حقيقية لنجاح خطة السلام هو أنها مبادرة جوهرها اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة. والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، عبرا عن وجهة النظر هذه، وأضيف إليها أخيرا اكتشاف موفدىْ الرئيس كوشنير وجرينبلات استحالة تجاهل الجانب الفلسطينى. لكن هذا جاء متأخرا جدا، ولم يقدر الاثنان قوة تباهى السعودية بصفتها المدافعة عن مكانة القدس».
بالنسبة إلى إسرائيل، وخصوصا إلى اليمين، ما سيتذكرونه من الخطة هو أن من «قتل» خطة السلام ليست إسرائيل بل العرب.
شلومو شمير
معاريف