جلباب الشيخ رجب - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جلباب الشيخ رجب

نشر فى : السبت 3 سبتمبر 2011 - 9:05 ص | آخر تحديث : السبت 3 سبتمبر 2011 - 9:05 ص

 كان العثور على مكان لوقوف السيارة أمام المسجد الشهير أمرا بالغ الصعوبة فقد حج المصلون إليه من كل ضواحى القاهرة البعيدة بعضهم من الجاليات العربية والأجنبية، وسعيد الحظ من يجد موضع قدم داخل المسجد إذ حجز البعض أماكنهم منذ ساعات الصباح الأولى خاصة فى العشرة الأواخر من شهر رمضان حاملين معهم ما تيسر من طعام وشراب انتظارا لإمام المسجد، الذى يؤمهم فى صلاتى التراويح والتهجد.

يرجع سبب الإقبال الغريب على التواجد بالمسجد إلى فخامته وجمال تصميمه المعمارى واتساعه إلى جانب حلاوة وطلاوة صوت الشيخ رجب إمام المسجد.

كان ذلك هو المشهد المعتاد خلال شهر رمضان حتى ليلة التاسع والعشرين من الشهر إحدى الليالى الفردية، التى يتلمس فيها الحاضرون الفوز بثواب ليلة القدر بكثرة الصلاة والدعاء وختام القرآن لكن ماحدث أفسد الجو الروحانى الجميل فقد فوجىء المصلون أثناء صلاة التراويح أن المسجد قد تحول من دار للعبادة إلى صالة مزاد كبيرة بغرض جمع التبرعات لإغاثة الشعب الصومالى الشقيق بدأت بكلمات من ممثل هيئة الإغاثة الإسلامية حول الأوضاع الإنسانية المتردية هناك ليبدأ بعدها إمام المسجد فتح باب المزاد.

لقد طلب الشيخ عدم مغادرة المسجد قبل جمع مليون جنيه، وأن يزايد الحاضرون على جلبابه، الذى جمع عليه 40 ألف جنيه، متباهيا بأنه سبق أن باعه فى واقعة مماثلة بـ80 ألف جنيه، كما طلب المزايدة على ساعته، وعلى رقم تليفونه المميز والذى دفع فيه أحدهم 1000 جنيه راجيا الشيخ الاحتفاظ به.

الغريب أن حالة الشحن الإيمانى، التى تم استغلالها فى مثل ذلك اليوم دفعت البعض إلى المبالغة، وخلقت شعورا لدى المتابعين للمشهد أن المزاد قد توافر فيه كل أساليب تسخين المزايدين لتعلية السعر حتى إن إمام المسجد أعلن أن أحد المصلين أحضر حجة بيته متبرعا بقيمته، التى تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه، بينما آخر يملك اسطبل خيل تبرع بحصان أصيل قيمته 40 ألف جنيه، والأهم والأغرب والذى خلق شعورا بالاستفزاز والاستخفاف بعقول الحاضرين ما أعلنه أب عن رغبة ابنته لبيع كليتها والتبرع بقيمتها لإغاثة الصوماليين هذا إلى جانب حث السيدات على التبرع بحليهن، وقد شاهدت بنفسى عشرات السيدات والفتيات يخلعن خواتمهن وأساورهن ووضعها فى سلة لم التبرعات.

أذهلنى المشهد ولم افق منه إلا على صوت سيدة بجوارى تقول لماذا لم تنظم حملة مماثلة لجمع التبرعات لدعم الاقتصاد المصرى أو لمساعدة سكان العشوائيات أو لسداد ديون مصر ومجالات كثيرة ظلت تعددها السيدة لكنها لم تكتف بالكلام فقامت بالاتصال على رقم تليفون الشيخ رجب المميز الذى سبق أن أعلن عنه واعادت عليه ما قالته لى وكان رد الشيخ: «الله يكرمك لا تدخلينا فى متاهات».

الحقيقة لا أحد ينكر حق الشعب الصومالى المسلم، الذى يعانى الجوع والعطش فى المساعدة خاصة بعد أن رأينا مشاهد على الفضائيات ينفطر لها القلب لكن ما هو متحفظ عليه هو الزج بأماكن العبادة سواء أكانت مساجد أو كنائس فى أمور يمكن الاستعانة بأماكن أخرى للدعوة لها كوسائل الاعلام المختلفة وإلا فإنه لا يحق لنا بعد الآن أن نعترض على استخدام دور العبادة فى الدعايات الانتخابية ودعاوى الإقصاء السياسى، ونحن ما زلنا ننتظر قانونا يفعل هذا الأمر قبل الانتخابات المقبلة.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات