فى الحى الخامس بمدينة العبور، وهو حى هادئ تسكنه أسر، انتشرت فجأة مصحات علاج المدمنين وسط الفيلات، بلغت حسب تقدير السكان ثلاث، اثنتان منها فى شارع «كمال الملاخ» وحده. سيناريو متكرر. هناك من يقوم باستئجار فيلا ــ غالبا بغرض السكن ــ لأنه يٌحظر إقامة أى نشاط تجارى فى هذه المربعات السكنية طبقا للمخططات العمرانية للجهاز، ويتردد أن ايجار الفيلا الواحدة يصل إلى خمسة وثلاثين ألف جنيه شهريا. يأتون فيها بمجموعة من الشباب، ومعهم «بودى جارد». لا توجد لافتة أو يافطة على باب الفيلا، ولا تسمع لهم صوتا طوال النهار. وقد تجد ميكروباص فيه بعض الشباب يأتون بهم فى العاشرة مساء أو بعدها، ويدخلوهم بالقوة فى الفيلا. وعادة يشتد الضجيج فى المساء، وتأتى أسر هؤلاء الشباب ــ حسب إفادة السكان المجاورين ــ لزيارتهم بدءا من منتصف الليل، وغالبا ما تسمع زعيقا، وخناقات، وأصواتا عالية، ويقف الشباب فى النوافذ لمعاكسة السيدات والفتيات فى الفيلات المجاورة. وحدثت عدة حالات هروب ــ وثقها السكان فى فيديوهات قصيرة عن طريق كاميرات المراقبة ــ لشباب يقفزون من أعلى أسوار الفيلا، تعرض أحدهم لكسور خطيرة. شكاوى لم تنقطع قدمت لجهاز مدينة العبور، والحى الخامس الذى تتبعه هذه الفيلات، كل ما حدث أن الجهاز فرض غرامة مالية على مالكى هذه الفيلات. هذا ما يقوله السكان.
تفجر الموقف مساء الأحد الماضى عندما هرب أحد الشباب المدمنين من الفيلا، جرى فى الشارع وخلفه عدد من «البودى جارد»، احتمى بفيلا مجاورة تسكن إحدى شققها أسرة من زوجة وطفلتين، وكان زوجها فى العمل. أخذ الشاب يطرق على باب الشقة بقوة إلا أن السيدة رفضت أن تفتح الباب، وأخذت فى الصراخ، فصعد إلى شقة تحت الانشاء فى الطابق الثانى من الفيلا واحتمى فيها، ونادى على جيران فيلا مجاورة وقال لهم «أنا ابن ناس، كنت اتعالج فى مصحة، ولكن جاءوا بى هنا لمعاقبتى، وأهلى يدفعون آلاف الجنيهات، وهناك اشخاص مسجلين خطر يقومون بضربى».
حاول «البودى جارد» التفاوض مع السكان الذين تجمعوا على صراخ السيدة لاسترداد الشاب إلا أنهم رفضوا، فأتوا بمجموعة أخرى، واشتبكوا مع السكان، وأصابوا اثنين منهم، إلا أن الخفراء فى المكان تجمعوا، وتصدوا لهم، ففروا هاربين قبل أن تأتى الشرطة، وتصطحب الشاب الهارب من المصحة والسكان إلى القسم، وحرر محضر رقم 13516.
روى لى أستاذ جامعى يقيم بجوار هذه الفيلا «كنت منذ عامين اسمح لأولادى بالنزول إلى الشارع، والاستمتاع بالجلوس فى الحديقة مع أصحابهم، الآن أغلق عليهم الباب، وأخشى أن يصيبهم مكروه من شباب يقيمون فى هذه الفيلا تطل ملامح الاجرام من وجوههم».
السؤال كيف تحولت فيلا فى حى سكنى إلى مصحة لعلاج مدمنين؟ هل لديها ترخيص لمزاولة هذا العمل؟ وبالمناسبة، كما علمت، تشهد مناطق أخرى نفس المشكلة مثل «غرب سوميد» بالسادس من أكتوبر، وغيرها، وهى تمثل خطورة على السكان.
أقدم هذه الواقعة برمتها إلى السيد النائب العام الذى يحرص بالفعل منذ توليه موقعه على تطبيق القانون، وأن يكون فى صف المواطن البسيط الذى يبغى الحياة الهادئة بلا تجاوزات ولا مخالفات.