خطاب نتنياهو لم يجد آذانا صاغية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 9:46 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطاب نتنياهو لم يجد آذانا صاغية

نشر فى : الجمعة 4 أكتوبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 4 أكتوبر 2013 - 8:00 ص

حمل الخطاب الذى ألقاه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رسالته ببساطة ووضوح. وهذه المرة لم يلجأ نتنياهو إلى الحيل وقدم كتاب اتهام مفصلا ومكتوبا بصورة جيدة، تطرق فيه نقطة نقطة إلى مخططات إيران النووية ومحاولات الرئيس الجديد التستر عليها.

وطرح نتنياهو نظريته وقدم الأدلة التى تثبتها واستخلص النتائج منهيا خطابه بجملة دراماتيكية قائلا: إذا لم يكن هناك خيار آخر، فإن إسرائيل ستدافع عن نفسها، وإذا اضطرت فستفعل ذلك لوحدها.

لقد ظل نتنياهو وفيا لمعتقداته وأفكاره، ووقف بقوة ضد التيار، ولم يتردد فى لعب الدور الذى فرضته عليه الظروف كمفسد للأجواء ومخرب للاحتفالات. فقد قال لزعماء الغرب وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما، إن حسن روحانى بطل ثقافتكم الجديد وحبيب النخبة والإعلام يضحك عليكم. ليس هناك شرق أوسط جديد ولن يكون هناك شرق أوسط جديد لا بالنسبة لرئيس إسرائيل ولا بالنسبة لرئيس إيران. وها نحن قد حذرناكم.

لم يكن خطاب نتنياهو خطابا يروق لصناع الرأى من الليبراليين الذى يريدون من كل قلبهم تصديق رسائل روحانى التصالحية. ولا لمؤيدى التسوية مع الفلسطينيين الذين خاب أملهم من الحيز القليل الذى خصصه نتنياهو في خطابه للمفاوضات الجارية بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى.

كما أن خطاب نتنياهو لم يحقق ما يريده المسئولون عن الدعاية الإسرائيلية الذين يرغبون فى إبعاد إسرائيل عن صورة الدولة التى تحرض على الحرب والمهووسة بها. وفى الواقع، قبل بضعة أيام اعتبر روحانى إسرائيل المحرض الأول ضد إيران. وما يجب الاعتراف به أن خطاب نتنياهو يقع تماما فى هذه الخانة. وعندما ستصطدم المفاوضات النووية مع طهران بحائط مسدود وسيضطر الإيرانيون إلى البحث عن المتهمين بذلك، فسوف يشكل خطاب نتنياهو هذا دليلا يساعدهم.

بيد أن المشكلة الأساسية التى واجهها خطاب نتنياهو هو التوقيت السيئ، فباستثناء الجمهور المؤيد له الذى قدم إلى نيويورك وأولئك الذين تابعوا الخطاب على شاشة التليفزيون فى إسرائيل، فإن هذا الخطاب لم يسمعه أحد.

فالوضع فى الخارج وفى الإعلام والرأى العام الذى توجه إليه نتنياهو في خطابه لم يكن جيدا. فقد أتى الخطاب بعد ساعات قليلة من إعلان الإدارة الفيدرالية اغلاق أبوابها، وفى وقت كانت وسائل الاعلام تنتظر هجوما جديدا يقوم به أوباما من حديقة البيت الأبيض ضد الجمهوريين المشاكسين. وفى ظل هذه الأجواء، لم يكن فى إمكان خطاب نتنياهو أن يثير إلا قليلا من الانتباه.

حامى شاليف، محلل سياسى «هاآرتس»، نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات