المادة التاسعة وأسباب أخرى لرفض مسودة مبادئ الدستور (1) - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:05 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المادة التاسعة وأسباب أخرى لرفض مسودة مبادئ الدستور (1)

نشر فى : الجمعة 4 نوفمبر 2011 - 9:20 ص | آخر تحديث : الجمعة 4 نوفمبر 2011 - 9:20 ص

هى تلك المادة فى مسودة إعلان المبادئ الأساسية للدستور التى تعطى المجلس الأعلى للقوات المسلحة دون غيره اختصاص النظر فى كل ما يتعلق بشئون القوات المسلحة ومناقشة بنود ميزانيتها المدرجة كرقم واحد فى موازنة الدولة والموافقة على أى تشريع يتعلق بالقوات المسلحة قبل إصداره. هذه المادة هى السبب الأول لرفضى للمسودة.

 

هذه المادة تتناقض مع قاعدة مستقرة فى الدول المدنية الديمقراطية، وهى أن شئون البلاد تديرها سلطات تشريعية (برلمان) وتنفيذية (رئيس وحكومة) منتخبة تراقبها سلطة قضائية مستقلة. وأن السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) تراقب وتشرف على مؤسسات الدولة كافة، بما فى ذلك القوات المسلحة والمؤسسات الأمنية، وتحدد لها وبالشراكة معها السياسات العامة.

 

صياغة المادة التاسعة تباعد بين مصر وأمل الدولة المدنية الديمقراطية وتهدد بجعل القوات المسلحة دولة داخل الدولة. صياغة المادة التاسعة، التى اعترضت عليها مع زملاء آخرين شاركوا بلجنة الدكتور السلمى الاستشارية، تضع سياجا حول القوات المسلحة يحول بين السلطات المدنية المنتخبة والتى تمثل إرادة المواطنين وبين القيام بدورها الأصيل فى الديمقراطيات والمتعلق بالرقابة والإشراف على المؤسسة العسكرية. صياغة المادة التاسعة تعنى أن شئون القوات المسلحة لا تناقش فى البرلمان وأن ميزانيتها تدرج كرقم واحد فى موازنة الدولة أى يشار إليها فقط ولا تناقش، وأن البرلمان لا يستطيع أن يشرع للقوات المسلحة دون موافقة مجلسها الأعلى وهى على جميع هذه المستويات تتناقض مع الأعراف والممارسات الديمقراطية.

 

صياغة المادة التاسعة كارثية ومن يوافق عليها باسم الدفاع عن الدولة المدنية، كبعض الأحزاب والسياسيين، يهين الدولة المدنية ومبادئها. الدولة المدنية ليست فقط مضاد الدولة الدينية، بل أيضا مضاد الدولة العسكرية التى تحكم بها المؤسسة العسكرية أو تصبح بها الأخيرة دولة داخل الدولة.

 

بجانب المادة التاسعة، أتحفظ على المسودة لأن النقاش حولها سار باتجاه العمل على إصدارها فى إعلان دستورى دون وجود توافق وطنى حقيقى حولها ودون مطالبة صريحة بألا يصدر إعلان دستورى بمبادئ أساسية لدستورنا الجديد دون موافقة أغلبية المواطنات والمواطنين عليه فى استفتاء شعبى حر.

 

أتابع بالغد.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات