نشرت صحيفة الرياض السعودية مقالا للكاتب يوسف القبلان بتاريخ 3 ديسمبر يتساءل فيه إن كانت الفيفا أقوى من الأمم المتحدة أم كليهما يتأثرون بضغوط الدول الكبرى؟.. نعرض من المقال ما يلى.
بمناسبة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 المقامة فى قطر، تدور فى الذهن تساؤلات بريئة حول قوة الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) مقارنة بالأمم المتحدة، هل نستطيع القول إن قرارات الفيفا أقوى من قرارات الأمم المتحدة، وإن الأخيرة هى منصة خطابات ومكان للتعبير عن القلق، أما الفيفا فيملك صلاحية القرارات الملزمة بالتنفيذ وإلا صدرت العقوبات فورا دون تأخير. ما قوة الفيفا المالية والإدارية مقارنة بالأمم المتحدة؟، هل يمكن لدولة أو فريق رفض قرارات الفيفا؟.. أسئلة كأنها تلمح إلى أن الفيفا أقوى من الأمم المتحدة، لكن السؤال الذى يطرحه رأى آخر هو هل الشعبية الجارفة لكرة القدم فى كل أرجاء العالم هى سبب نجاح وقوة الفيفا؟، وكيف عجز الفيفا عن مقاومة ضغط فئة قليلة من سكان كوكب الأرض فى موضوع المثليين على سبيل المثال؟!
يكتسب الفيفا قوته من استقلاله المالى، وابتعاده عن السياسة، ولكن ما مدى استقلاليته وهل يستطيع مقاومة ضغوط الدول الكبرى وخاصة فى الشأن الثقافى؟، ألا تبدو صورته فى هذا الشأن مهتزة وقراراته رمادية فى بطولة كأس العالم المقامة حاليا فى قطر؟، هل يهتم الفيفا بالاستثمار المادى ويبتعد عن الثقافة والأخلاق؟، وإذا كان يحارب العنصرية فهل العنصرية فى مفهوم الفيفا أخطر من اختراع قيم شاذة عن الفطرة والترويج لها فى أكبر محفل رياضى؟!
المعروف أن من شروط الفيفا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم توفر الأمن والسلامة، ومنها أيضا التزام الدولة المستضيفة بحقوق الإنسان الصادرة من منظمة حقوق الإنسان، والمعروف أيضا أن هذا الشرط المتعلق بحقوق الإنسان هو قضية جدلية تتعرض لضغوط سياسية بسبب بعض الدول التى تنصب نفسها حكما فى هذه القضية وفق معاييرها الخاصة وقيمها الخاصة وأهدافها السياسية مما يحدث ربكة تؤثر على مبدأ الأمن والسلامة، فهل استطاع الفيفا كبح تدخلات الغطرسة ومقاومة المؤسسات الإعلامية المؤدلجة، أم اكتشف أن حاله لا يختلف عن حال الأمم المتحدة؟.