** دافع مدرب الزمالك السويسرى جروس عن الونش حين سئل عنه وعن مسئوليته عن الهزيمة أمام جورماهيا بقوله: «الزمالك عندما يخسر يخسر كفريق، وعندما يفوز يفوز كفريق ولا ألقى بالمسئولية عن الخسارة على لاعب بعينه».. وهو كلام دقيق وفى صميم جوهر كرة القدم.. ولاشك أن دفاع الزمالك وقع فى أخطاء فادحة، ويسأل الخط كله عنها، محمود علاء والونش، والنقاز، وعبدالله جمعة. لكن السؤال يمكن أن يمتد إلى الوسط وخط الهجوم أيضا الذى كان واجبا عليه أن يبدأ مرحلة الدفاع عندما يفقد الفريق الكرة.. وإلى الذين ارادوا أن يحملوا الونش المسئولية نقول: الهزيمة ليس اسمها الونش!
** الدفاع والهجوم مسئولية الفريق كله.. لم تعد هناك مراكز بالمعنى الحرفى كما كانت الحال فى الكرة القديمة. إلا أن أخطاء الزمالك فى مباراة جورماهيا يسأل عنها جروس أيضا، فى عدم سيطرته على لاعبيه من خارج الخطوط. فكان واجبا عليه أن يحركهم لتغيير إيقاع اللعب وعدم مجاراته جورماهيا فى السرعة والعشوائية. خاصة أن الزمالك أخذ زمام المبادرة بهدف مبكر سجله إبراهيم حسن بعد 7 دقائق فقط من بداية اللقاء. والسيطرة دور يمارسه جميع المدربين فى العالم مهما كانت خبرات لاعبيهم. وانظروا ماذا يفعل كلوب وجوارديولا وإيمرى وعشرات المدربين مع فرق كبيرة ومع نجوم عتاولة.. إنهم لا يتوقفون عن التوجيه وإلقاء التعليمات، فالمدرب يرى من الخارج أفضل كثيرا.
** بسرعة وفور انتهاء المباراة بدأت عمليات جلد الفريق.. كأن الزمالك لم يلعب هذا الموسم كرة قدم جيدة. مع أنه الفريق نفسه الذى تعادل مع بيراميدز فى مباراة قوية وهو الفريق نفسه الذى هزم المقاصة. إن تقييم الفرق لا يخضع لهزيمة أو لفوز واحد، ولكنه يحسب بحصيلة النتائج والأداء فى عدة مباريات. وأفضل ما صدر عن إدارة الكرة فى الزمالك هو نفى توقيع عقوبات مالية على اللاعبين وتطبيق اللائحة فقط.
** مكافآت الإجادة فى الأهلى للفوز على سيمبا لو كانت حقيقية فهى خطأ.. لأنه وجد لائحة يجب أن تطبق. ولا شك أن أداء الفريق كان مميزا، وأن الفوز بخمسة أهداف نظيفة نتيجة كبيرة. فالأهلى قدم عروضا قوية فى آخر ثلاث مباريات أمام دجلة والمقاصة وسيمبا، والفريق يلعب الكرة إلى الأمام ولا يستغرق وقتا فى التحضير، ومجموعة الهجوم تتبادل الكرة وتتبادل المراكز وتنفذ جملا تكتيكية جرى التدريب عليها، والفريق يمارس التحرك الفردى والجماعى ببراعة، وهو من أسراره الآن. ويؤكد الأهلى بما يؤديه أخيرا ومن قبل أيضا فى الموسم الماضى أنه لا يوجد هناك الآن ما يسمى برأس الحربة الصريح الساكن فى منطقة الجزاء. فهذا فى الكرة القديمة ولم يعد تكتيكا قائما فى الكرة الجديدة.
** سجل أهداف الأهلى الخمسة كل من: عمرو السولية ومعلول وأجايى، وكريم نيدفيد هدفين. فالمهاجمون والهدافون يتحركون خفية، من الخطوط الخلفية ويخترقون الدفاعات وهم بعيدون عن الرقابة. إلا أن هذا الأسلوب يحتاج إلى تدريب وإلى لياقة بدنية عالية. فالسكون فى المراكز أسهل ألف مرة من تغييرها وتبادلها، وهذا بخلاف الواجبات الدفاعية والهجومية التى يكلف بها كل لاعب بالفريق.
** كرة القدم تغيرت من زمان.. وتتغير كل فترة، وأفكارنا هنا مازالت ساكنة فى ذاك الزمان هناك.. الأفكار تتجمد حين تسكن!