كرة قدم فضائية من مانشستر سيتى! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:10 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كرة قدم فضائية من مانشستر سيتى!

نشر فى : الأربعاء 5 مايو 2021 - 8:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 5 مايو 2021 - 8:45 م

** أنيق، ماهر، يرواغ بقدميه وبجسده. يضحك على خصمه. يحافظ على الكرة ببراعة. يشتبك ويلتحم بذكاء. هذا هو النجم الجزائرى رياض محرز بطل مباراتى الدور قبل النهائى بين مانشستر سيتى وباريس سان جيرمان. لكن هناك بطلا آخر وهو جوارديولا المدرب العبقرى الذى جعل فريقه يلعب كرة جماعية فضائية، لا تنتمى لكوكب كرة القدم الأرضى. ففى الشوط الثانى وفريقه متقدما بهدفين، كان يضغط بسبعة لاعبين فى منطقة جزاء باريس سان جيرمان. وعلى الرغم من هذا الزخم والمغامرة فى الضغط العالى، والعالى جدا، لم يختل تنظيم السيتى عند فقد الكرة، وفى الواقع هو يستردها بسرعة جدا.
** تخلى السيتى عن الاستحواذ ومنحه لمنافسه، لكن الفريق الإنجليزى الرائع الذى تأهل لنهائى أبطال أوروبا لأول مرة فى تاريخه يلعب كرة صعبة تبدو سهلة. ويلعب كرة ممتعة، تبدو ممكنة. ولكن من يدرك قواعد كرة القدم ومهام وواجبات اللاعبين يعلم جيدا أن ما يفعله السيتى هو المستحيل على غيره من الفرق. تبادل مراكز وتبادل للكرة، مع لياقة فائقة. مع هجوم جارف، ونهم وشراهة للتهديف، مع دفاع صارم بأكبر عدد من اللاعبين كما الهجوم بأكبر عدد أيضا. إنه المزيج الفريد بين الكرة الشاملة وتيكى تاكا. إنها فلسفة جوارديولا.. فالفريق الذى يرغب فى التفوق الفنى عليه أن يلعب كرة جديدة وهى الكرة ما بعد الحديثة التى ظهرت فى السبعينيات من القرن الماضى!
** وونعود للدورى المحلى، فريق الغزل لعب وأجاد أمام الأهلى. وهى ليست المرة الأولى التى يلعب فيها الغزل بأسلحة التنظيم الدفاعى شديد التركيز، وبقوة الالتحام، وسرعات لاعبيه فى الهجوم. مع شراسة استخلاص الكرة من المنافس. هكذا هزم الغزل الزمالك، وتعادل مع بيراميدز، وهزم وادى دجلة وتعادل ومع سموحة ومع البنك الأهلى.
** الأهلى يعانى من إجهاد لاعبيه. ولكن أداء لاعبى الغزل وراء عجز الأهلى عن صناعة الفرص فيما بعد فرصتى حسين الشحات فى بداية المباراة. لعب الغزل بالضغط الشرس فى ملعبه. وضيق المساحات. وقام خالد عيد ببناء حائط صد أول مكون من أحمد النادرى، وأشرف السيد، وأحمد أباظة. ثم حائط صد ثانٍ مكون من فتحى مبروك، وفتح الله، وأحمد عيد، وهانى عادل ثم يحيى حامد. بجانب قيام ثلاثى الهجوم هشام عادل، وإسلام فؤاد، وعبده يحيى بعرقلة خط ظهر الأهلى حين يبنى الهجمات.
** لعب الأهلى أربع مباريات متتالية متخليا عن تكتيكه الأساسى، فلجأ إلى الكرات الطويلة، مستغلا سرعات مهاجميه. ومستغلا أخطاء دفاعات الخصوم بالخروج من منطقة الجزاء لتضييق الملعب وكشف التسلل، فكانت النتيجة مساحات واسعة خلف المدافعين سمحت للأهلى بصناعة كم كبير من الفرص، وحدث ذلك أمام إنبى، وطلائع الجيش، والجونة والمصرى. لكنه لم يحدث أمام الغزل لأن خالد عيد جعل خط ظهره متمركزا داخل الصندوق، فجعل كرات الأهلى الطويلة سلبية وبلا فائدة، وعطل خط هجومه. فلا مساحات لسباقات الجرى.
** أخطاء موسميانى جعلت مهمة الأهلى مستحيلة. وقد تكون الكرات العرضية حلا. إلا أن الحل غاب لغياب تقدم هانى ولأن بيكهام لا يلعب بيسراه، وهو أمر عالجه المدرب فى الشوط الثانى بإشراك وحيد. وكان ذلك تغييرا مفيدا نسبيا. لكن التغييرات الأربعة الأخرى كانت مثل «إلقاء شوية مهاجمين فى المقدمة لعل وعسى» وقد عسى.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.