انتفاضة إسلامية - سامح فوزي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:16 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتفاضة إسلامية

نشر فى : الأربعاء 5 نوفمبر 2014 - 8:30 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 نوفمبر 2014 - 8:30 ص

دعت الجبهة السلفية إلى ما يسمى «انتفاضة الشباب المسلم» فى 28 نوفمبر المقبل، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية، والدفاع عن هوية الأمة، لأن فى رأيهم أن 3 يوليو 2013م ليس إلا انقلابا على الإسلام على حد تعبير الدكتور محمد جلال المتحدث باسم شباب الجبهة السلفية.

القضية ليست فى رغبة طرف فى التظاهر، ولكن فى إعادة المجتمع خطوات للخلف من خلال الحديث عن أولوية الشريعة، والمجتمع المسلم، والشباب المسلم، والثورة الإسلامية، ومعاداة التيار العلمانى، وتقسيم المجتمع إلى مسلم وغير مسلم، وهو خطاب إسلامى نمطى تقليدى، اكتشف الإسلاميون أنفسهم عدم أهليته فى العمل العام. تجنبوه فى ثورة 25 يناير، وإن استخدموه بعد ذلك فى مناسبات الحشد والتعبئة فى مواجهة القوى السياسية الأخرى. وتشير التجربة إلى أنه كلما اتجه التيار الإسلامى إلى هذه النوعية من الخطابات زادت عزلته، وتعمقت الجفوة بينه وبين غيره من القوى السياسية، وكلما تبنى رؤى أكثر اتساعا وجد من يتواجد معه فى نفس الخندق.

مبلغ علمى أن الجبهة السلفية تشكلت فى نهايات حكم مبارك، على خلفية بعض المشكلات ذات البعد الدينى التى ارتبطت بتهييج وإثارة العوام مثل قضية «كاميليا شحاتة»، زوجة قس دير مواس التى قيل إنها أسلمت قبل أن تعود إلى زوجها. فى خضم ذلك ظهرت جبهة سلفية ترفع لواء «الدفاع عن المسلمين الجدد»، تلاها تشكيل الجبهة السلفية من نفس الشخوص، وسعت أثناء فترة حكم المجلس العسكرى إلى تلعيب عضلاتها من خلال حصار الكاتدرائية المرقسية، والمطالبة بما سمته عودة المسلمات المحتجزات فى الأديرة والكنائس.

الجبهة السلفية، فى التحليل الأخير تضر بالتيار الإسلامى أكثر ما تسبب ضررا للدولة، أو أى من القوى السياسية الأخرى. خطابهم المتشدد، الذى لا يخلو من نبرة عدائية، يزيد عزلة التيار الإسلامى عامة، ويلقى مزيدا من الغبار على التيار السلفى الذى تزداد الشكوك حوله يوما بعد يوم، ويعتقد كثيرون أنه كل لا يتجزأ، لا فرق بين حزب النور والجبهة السلفية، رغم أن الأول يتبرأ من الثانية، ويرميها بسهام النقد.

لا أعرف تحديدا سر تحرك الجبهة السلفية فى هذا التوقيت، هل هى معركة إثبات وجود بعد تفكك ما كان يعرف بتحالف دعم الشرعية، أم هو تحرك لخدمة أجندات تهدف من ناحية إلى إرباك المجال السياسى، ومن ناحية أخرى إظهار التيار الإسلامى بوجه سافر يطالب بالشريعة الإسلامية؟

أسئلة كثيرة يستدعيها إعلان الجبهة السلفية عن انتفاضة الشباب المسلم، التى لن تستطيع أن تفعل شيئا أكثر مما فعلته خلال الشهور الماضية منذ عزل محمد مرسى، وفى تقديرى لن تسمح الدولة، بأجهزتها ومؤسساتها، بالحشد، والتعبئة الدينية، لأن ذلك يزيد حدة الاستقطاب، ويرفع منسوب التوتر السياسى والدينى، ويهدد بانقسام المجتمع.

الخاسر الأكبر هو التيار الإسلامى، والخاسر المباشر هو حزب النور، والكاسب الأكبر هو المجتمع المصرى الذى تذكره الجبهة السلفية بالوجه السافر للحركة الإسلامية.

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات