نحن مازلنا نحن - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نحن مازلنا نحن

نشر فى : السبت 6 أغسطس 2011 - 10:53 ص | آخر تحديث : السبت 6 أغسطس 2011 - 10:53 ص
أظن أن النوم الذى حرم على عيون أمهات الشهداء منذ استشهاد أبنائهم قد داعب جفونهم ليلة أمس الأول حين رأوا الرئيس المخلوع ونجليه جمال وعلاء بجانب العادلى وعصابته فى قفص الاتهام بعد أن كانوا على وشك اليأس من أن تأتى لحظة القصاص العادل.

أخيرا بردت النار التى ظلت متأججة على مدى 7 شهور كاملة دون مساومة أو تراجع لتنتصر فى النهاية إرادة الشعب، وأظن أيضا أن المشهد التاريخى فى محاكمة مبارك قد يمحو خطيئة التعاون غير المقبول بين الأمن المركزى والشرطة العسكرية الذى أدى إلى فض اعتصام ميدان التحرير فى أول ايام الصيام بالعصا الكهربائية والشوم بحجة تسيير الحياة وانتهى الهجوم بالقبض على مئات المعتصمين الذين أصروا على الوقوف بجانب أهالى الشهداء.

كان مشهد التحرير غريبا قبل المحاكمة بيوم واحد.. الأمن المركزى يحيط بصينية التحرير من كل الاتجاهات يمنع أى شخص من الاقتراب من المكان .. كان الجنود فى حالة تأهب يقفون وراء دروعهم بتحفز وقد أعادنى ذلك إلى زمن ما قبل الثورة والوقفات الاحتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين وأمام دار القضاء العالى فى الإرهاصات الأولى للثورة والغريب فى الأمر أن المعتصمين وأهالى الشهداء رحلوا أو أجبروا على الرحيل تاركين الميدان الذى أريقت فيه دماء أبنائهم الطاهرة لكن السيولة المرورية لم تعد وشركات السياحة والمحال التجارية على حالها تعانى الركود.

لقد كان البعض يخشى أن يثير مشهد الرئيس السابق وهو يحاكم على سريره الطبى قدرا من التعاطف معه خاصة ممن تربوا فى حجر السلطة الأبوية ونعود من جديد لنغمة الرئيس الأب وارحموا عزيز قوم ذل، وتلك العبارات التى سمعناها وشعرنا معها بالاستفزار بعد خطاب مبارك العاطفى المؤثر فى الثانى من فبراير قبل موقعة الجمل بفارق يوم مستبدلين التعاطف مع الوطن بالتعاطف مع رمز مزيف ومسىء له لكن ما حدث يوم المحاكمة كان العكس تماما لقد ظهر مبارك وكأنه شخص غير مبال منشغلا باللعب فى أنفه عن متابعة ما يحدث داخل القاعة الكبرى لا هو منكسر ولا هو مريض يستحق الشفقة والتعاطف، لكنه بدا مصرّا على إنكاره للتهم الموجهة إليه، حتى نجليه أظهرا نوعا من المبالاة غير المقصودة.

ما يهمنا هو ألا ننسى شهداءنا ولا من صنعوا الثورة ممن كانوا وراء تحقيق هذه المعجزة بأن نشاهد رئيسا مصريا مخلوعا فى قفص الاتهام يمكن أن يدان او يحبس وربما يعدم، نرى العدالة الناجزة حقيقة وليست شعارا، نتذكر مئات الألوف من شبابنا ومن حزب «الكنبة» الذين نزلوا الميدان وافترشوا الأرض شهورا مصممين على أن تثمر شجرة نضالهم وقد أزهرت بالفعل أولى براعمها.
ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات