مشاعر حب التملك - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 1:21 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مشاعر حب التملك

نشر فى : الثلاثاء 7 فبراير 2023 - 8:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 7 فبراير 2023 - 8:10 م
نشرت صحيفة الرياض السعودية مقالا للكاتب عبدالله الحريرى، تناول فيه أن مشاعر حب التملك من السمات الرئيسية للشخص الغيور الذى يسعى إلى إخضاع الطرف الآخر لأوامره واللجوء ــ فى غالب الأمر ــ إلى العنف كوسيلة للتهديد عند عدم الطاعة، لذا يجب محاولة تغيير ومعالجة تلك المشاعر حتى ولو بالإجبار ــ ولكن بعيدا عن الإهانة المعنوية أو المادية ــ وعدم إعطاء التبرير لأفعاله... نعرض من المقال ما يلى.
مشاعر الغيرة متعبة جدا.. وهى النار التى عادة ما تحرق بيت الزوجية خاصة عندما تكون تلك المشاعر غير طبيعية.. إنها مزيج من القلق والاكتئاب والخوف والتوتر وعدم الشعور بالأمان والآلام الداخلية.
اليوم هناك تفسير يقول إن الإنسان الغيور غيرة مرضية يعانى من مركب النقص، فهو ومن خلال أفكاره يشعر بالدونية وذم الذات ولومها.. فالمشاعر التى تدور فى ذهنه كأنها تخاطبه وتقول له أو لها أنت غير جدير بالحب والاهتمام.. وتقييم الشخص لذاته هنا مبنى على مدى حب وقبول الآخرين له، فهى أو هو سيئ إذ رفضه الآخرون، والعكس إذا عومل بالقبول من الآخرين.. وتبدو مشاعر النقص عند الشخص الغيور فى مهاجمة ذاته بأنه شخص غير جميل أو لا يملك المال أو النجاح وبالتالى تتولد له معتقدات خاطئة تهاجم ثقته بنفسه بأنه شخص لا وزن له ولا قيمة، وهنا تنبع مشاعر مركب النقص.
اليوم من السمات الرئيسة للشخصية الغيورة الرغبة فى السيطرة، فهو يعامل شريكه بعقلية ترى أن على الطرف الآخر أن يطيع ويرضخ لأوامره.. وهو شخص عدوانى أمام عدم طاعته كما يعتقد.. فنادرا ما نجد الشخصية الغيورة تكبت مشاعرها وانفعالاتها وتعانى بصمت، إذ إن معظم الغيورين يعبرون عن مشاعرهم بصوت عالٍ ويصرخون فى وجه أزواجهم ويتشاجرون معهم بلا خجل.. وقد يلجأ أحدهم إلى العنف والضرب وتحطيم الأثاث وخبط الجدران تعبيرا عن غضبه.. فهو من خلال تلك الشخصية المسيطرة يعتقد أن شريكه لا بد أن يكون طول الوقت أمامه وله بكل جوارحه واهتماماته وانتباهه.
اليوم يعيش من لديه غيرة غير صحية مشاعر القلق والأفكار السلبية، وكثيرا ما يعمل الشخص الغيور على تحقيق رغباته بدون الاهتمام برغبات الآخرين، فهو شخص أنانى غير ناضج تحكمه رغبات طفولية، وكما هو متعارف عليه علميا فإن الشخص الغيور لديه ميل للشعور بالتهديد وهو سيئ الظن بالآخرين.. وقد تسيطر على المرأة مشاعر الخوف من نجاح زوجها فنجاحه بالنسبة لها مصدر تهديد بسبب ما قد يترتب على هذا التهديد من سفر ولقاءات، وأيضا علو مكانته التى قد تعتقد أنها لا شىء بالنسبة لمكانته الجديدة، وقد ينظر لها نظرة تعالٍ وأن الطرف الآخر لا يتناسب مع طموحاته ومركزه.. فالشك سمة واضحة فى هذا الجانب، فكلما كان المحبوب أو الزوج أكثر جاذبية كشريك فالآخر يصبح أكثر تشككا.
اليوم من أجل تعامل أفضل مع الأشخاص الغيورين يفضل عدم محاولة الإجابة على الأسئلة التى لا نهاية لها.. فالإجابة على استجوابات الشخص الغيور تعزز لديه هذه العادة فى كل مرة يأتى فيها متأخرا إلى الدار.. ويفضل الإجابة بــ(لا أعرف بالضبط)، فالأفضل فى هذه الحالة عدم الدفاع عن نفسك.. فإما أن تسكت فلا تجاوب على تساؤلاته التى لا تنتهى، وإما أن تلفت نظره إلى غيرته وشكوكه لتبصر بها، والقاعدة هنا أن السلوك الذى لا يقابل بالمثل ولا يعزز من شأنه أن ينطفئ ويزول.
اليوم الحوارات والنقاشات اللطيفة قد لا تجدى، وقد يكون هذا الخيار صعبا.. إلا أنه مؤقتا قد يتطلب اللجوء إلى الأساليب الجبرية ليحدث تبديل للسلوك، ولكن بعيدا عن الإهانة المعنوية أو المادية، وعدم إغفال السلوك الذى تعتقد أنه نابع من طفولته وقد تعطيك التفسير لسلوكه فقط، ولكن لا يجب أن يمنعك هذا من ممارسة الضغط لتبديل هذا السلوك الذى يعود للطفولة.. فحتى تكون عونا له لا تحاول أن تعطى تبريرات لا نهاية لها لأفعالها.. بل يتطلب أن تأخذ موقفا جادا وصارما من تلك التصرفات، أى عليك ألا تكون صبورا على السلوكيات الطفولية النرجسية.
التعليقات