عن تعديل سياسات الدعم والتسعير - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:33 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن تعديل سياسات الدعم والتسعير

نشر فى : الإثنين 7 يوليه 2014 - 6:55 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 يوليه 2014 - 6:55 ص

لا تعتقد منظومة الحكم/ السلطة فى مصر أن تعديل سياسات الدعم والتسعير يستدعى نقاشا عاما واسعا وعقلانيا يسبقه وتشارك به القوى الاجتماعية الرئيسة ــ النقاش العقلانى مكون للديمقراطية.

لا تعتقد منظومة الحكم/ السلطة فى مصر أن للمواطن حقا فى الحصول على الحقائق والمعلومات، وأن الشفافية الكاملة بشأن أسباب وتداعيات تعديل سياسات الدعم والتسعير ليست ترفا تستطيع منظومة الحكم/ السلطة تجاهله بل فرض ضرورة ــ الشفافية مكون للديمقراطية.

لا تعتقد منظومة الحكم/ السلطة فى مصر أن القطاعات الشعبية الفقيرة ومحدودة الدخل ومتوسطة الحال تحتاج لشبكات ضمان اجتماعى فعالة وإجراءات اقتصادية موازية/ متكاملة/ علنية للحد من التداعيات السلبية الواقعة عليها بعد تعديل سياسات الدعم والتسعير ــ العدالة الاجتماعية مكون للديمقراطية.

لا تعتقد منظومة الحكم/ السلطة فى مصر أن الفئات القادرة/ ميسورة الحال/ الغنية ينبغى أن تتحمل العبء الأكبر لتعديل سياسات الدعم والتسعير وغير ذلك من الإجراءات الاقتصادية الضرورية ــ لا جدل هنا ولا شعبوية ــ للسيطرة على عجز الموازنة العامة والدين الداخلى الذى بلغ معدلات غير مسبوقة مجددا العدالة الاجتماعية كمكون للديمقراطية.

لا تعتقد منظومة الحكم/ السلطة فى مصر أن تعديل سياسات الدعم والتسعير وغير ذلك من الإجراءات الاقتصادية الضرورية ستفقد فاعليتها ما لم تكن عناصر فى خطة اقتصادية واجتماعية تستهدف تحقيق التنمية المستدامة والعدالة وتشارك فى صياغتها وتدقيقها وتبنيها العلنى كافة القوى الاجتماعية الرئيسة ــ الصياغة التشاركية للخطط وللسياسات كمكون للديمقراطية.

لا تعتقد منظومة الحكم/ السلطة فى مصر أن تعديل سياسات الدعم والتسعير يتطلب قبل الإعلان إقناع الرأى العام بضرورته وعدالته، ويتطلب قبل التطبيق الوصول (وفقا لاستطلاعات وقياسات الرأى العام) إلى تأييد/ حياد أغلبية المصريات والمصريين قبل التطبيق ــ التوافق المجتمعى والتعامل الجاد مع الرأى العام كمكونين للديمقراطية.

عزيزى المواطن، حين يغيب الطابع الديمقراطى عن منظومة الحكم/ السلطة لا تتوقع مستقبلا من السياسات والممارسات إلا ما يتطابق مع ما يدور حولك اليوم.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات