بهجة الشرق وحرب العلمين - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 3:14 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بهجة الشرق وحرب العلمين

نشر فى : الخميس 7 أغسطس 2014 - 7:25 ص | آخر تحديث : الخميس 7 أغسطس 2014 - 7:38 ص

 ــ مراسل الشروق الحربى

•• كان يوما مشرقا، بدأته مصر فى الشرق، مع مراسم إطلاق الرئيس بدء حفر قناة السويس الجديدة. كنت مدعوا، وفاتتنى لحظة لا تتكرر فى التاريخ. لحظة تفجير بحر الرمال فى سيناء، كى يمتلئ بالماء ويصبح بحرا للخير والمستقبل، وكان المعنى فى مشاركة أطفال صغار فى لحظة التفجير أن هذا المشروع لهم ولأولادهم. ونحن نفتقد فى مصر هذا المعنى، دائما تنظر حكوماتنا تحت أقدامها، وكنت عائدا من الإسكندرية بعد المشاركة فى احتفالية الاتحاد السكندرى بمرور مائة عام على تأسيسه، وتابعت، عبر الإذاعة المصرية، مراسم حفل حفر قناة السويس الجديدة وأنا فى طريق الساحل الشمالى.. امتلأ وجدانى بالمشاعر الوطنية والبهجة والأمل..

•• تظل التكنولوجيا نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، وتظل الكتابة كوسيلة للتعبير، وتفريغ شحنات وانفعالات، نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى. لم أستطع الانتظار. توقفت على جانب الطريق (أنا لا أخالف القانون) وكتبت على صفحتى فى الفيس بوك : «تحيا مصر. أتابع الحلم من خلال الراديو. أتخيل منظر اللوادر. مشهد الطائرات. أنا متأكد أن كل مصرى وطنى داعبت الدموع عينيه وهو يتابع مشروع قناة السويس الجديدة. تحيا مصر. سوف يبنى مصر شباب مصر وشعب مصر.. تحيا مصر».

•• لو كان هناك ما يستحق أن يحاسب عليه الرئيس السابق حسنى مبارك، فهو غياب الرؤية، والتخطيط البعيد، وتأخر المشروعات العملاقة لعشرين وثلاثين عاما. فهذا المشروع ظل مطروحا كفكرة. وشأن كثير من الأفكار، ماتت بالسلبية، والأناملية، والتثاؤب.

•• الانفعال الوطنى جميل.. وسوف أكتتب فى قناة السويس الجديدة بما أستطيعه، باسمى واسم أولادى، ليكون لنا نصيب فى الحلم المصرى العظيم ولو بعد عشرات السنين. لكن عندما اقترب مساء هذا اليوم المشحون بالأمل والحلم والسعادة، تلقيت اتصالات مزعجة تتحدث عن عمليات إرهابية أمام مارينا. التفاصيل لم تكن دقيقة أو متاحة. الطريق الساحلى أغلق. الجيش تدخل والشرطة تطارد الإرهابيين. سقط ضحايا جدد من أهلنا وأولادنا، فالشرطة أو الجيش هم من أبناء هذا الشعب المصرى كله.. ومن يحاربونهم، إنما يحاربون أهل مصر وشعبها. لا إنهم يغتالون أهل مصر وشعبها. والمذهل أن هناك من يبرر هذا الإرهاب ومن يحلله أيضا. ولو بدأنا الحكاية من أولها سنرى من بدأ العنف والقتل والتهديد بالتدمير والحرق.. وعندنا الصوت والصورة، وهو موضوع طويل ومن يرغب فى تناوله عليه أن يبدأه من يومه الأول فلا يختار يوما على مزاجه، كى يكون هو البداية..

•• أغلق طريق الساحل ثلاث ساعات..وكثرت الشائعات، وتضاربت الأنباء.. «عملية إرهابية فى الضبعة. عملية إرهابية أخرى أمام مارينا. اقتحام مارينا.. تبادل لإطلاق النار فى طريق العلمين.. إرهابيون يهاجمون الناس»..

•• أجريت العديد من الاتصالات بحثا عن خبر يقين.. وفى مثل تلك الحالات يكون مهما جدا سرعة مخاطبة الناس وإعلامهم بما جرى، ولا تتركوهم أبدا أسرى الفزع، أو أسرى التضليل والتخويف. ومخاطبة الناس لا تكون فقط ببيانات تصدر عن وزارة الداخلية، وإنما بسرعة عقد مؤتمر صحفى لمراسلى الصحف ووسائل الإعلام والحديث بمعلومات.. الإيقاع لابد أن يكون سريعا. إيقاع إعلام الحروب.. ومصر فى حرب.. ولا توجد أبدا حرب جيدة، ولا يوجد أبدا سلام سيئ.

•• تحيا مصر.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.