المرأة فى جدة - سامح فوزي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:46 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المرأة فى جدة

نشر فى : الثلاثاء 8 يناير 2019 - 11:40 م | آخر تحديث : الثلاثاء 8 يناير 2019 - 11:40 م

«مجد» فتاة سعودية تقترب من انهاء تعليمها الثانوى، وتستعد للالتحاق بالجامعة لدراسة «التصميم الداخلى» فى مجال الفنون، كانت ضمن المنظمات لمعرض جدة الدولى الرابع للكتاب، الذى شغلت الفتيات نصف عدد منظميه تقريبا. سألتها: لماذا هناك حضور للفتاة ضمن الإدارة والتنظيم لهذا المعرض بهذا الاتساع ربما للمرة الأولى؟ أجابت دون تفكير أنها رؤية المملكة 2030م. وأضافت: اشارك من أجل تعلم خبرات التنظيم، والعلاقات العامة، والتواصل مع الناس. هذه الفتاة واحدة من عشرات ينتشرن فى جوانب المعرض لإرشاد الزوار الذين غالبيتهم من النساء. مديرة إحدى دور العرض، وهى سعودية، قالت لى إن غالبية الفتيات يأتين إلى المعرض تأكيدا لذواتهن، ويقبلن على قراءة الكتب التى تتعلق ببناء وتطوير الذات، فضلا عن الرواية بكل أشكالها.
فى معرض الكتاب الذى حمل اسم «الكتاب... تسامح وسلام» لم تكتف المرأة بأن تكون ضمن المنظمين، أو المشاركين فى إدارة اجنحة العرض، أو تقدم أعمالا فنية، أو تشارك فى ندوات عامة، بل ظهرت اسماء نساء لهن انتاج ثقافى فى مجالات عديدة، وشهدت حفلات توقيع الكتب الخاصة بهن اقبالا من الجمهور مثل رولا عبدالعزيز وآمنة عقاب ومنال حنش وفاطمة صالح الغمدى ورُبى سعد الشهرى وغادة عبود وعليه المالكى وأشواق حامد الجهنى وزكية محمد الصقعبى وغيرهن.
تؤكد مشاركة المرأة المكثفة فى معرض الكتاب حالة الحراك التى يشهدها المجتمع، وتلمسها منذ أن تصل إلى مطار «الملك عبدالعزيز». المرأة تعمل فى الجوازات، والجمارك، والمرور، والإرشاد الصحى، والمحلات التجارية، وليست فقط فى السلك الدبلوماسى، أو مجلس الشورى أو المجالس البلدية أو المناصب العليا بالحكومة، أو تقود سيارة إلى جوارك فى الشارع. تبغى رؤية المملكة 2030م أن تصل مشاركة المرأة فى سوق العمل إلى 30%، بدلا من وضعها الحالى الذى يصل حسب بعض الاحصاءات إلى 15%. فى هذا السياق تبحث المرأة عن دورها، وتطالب بمشاركة أوسع فى شئون المجتمع، خاصة فى ظل أجواء الانفتاح التى يؤيديها الشباب بقوة. وقد كان لافتا أن تظهر مبادرات شبابية، صنعها شباب بأنفسهم مثل «أيادى مضيئة» التى أسستها شابة فى يوليو 2017م هى «أمجاد خالد المالكى»، وتضم نحو مائتى متطوع من الجنسين لمساعدة المكفوفين على القراءة، وقد حصلت على جائزة التطوع السعودية.
الشباب ــ من الجنسين ــ حضر بقوة فى أرجاء المعرض، الذى ضم انشطة ثقافية، ومعارض للفن التشكيلى، وورشا للرسم، وكانت لهم اختياراتهم. توقفت لفترة أمام بعض دور العرض، ومن بينها «دار الشروق» وجدت الشباب يسألون عن كتب لمؤلفين بعينهم، وهى ملاحظة أكدها لى أحد المسئولين عن تنظيم المعرض أنه وجد اقبالا من الشباب على قراءة كتب يسمع لأول مرة عن أسماء مؤلفيها. بالطبع هناك تباين فى نظرة الأجيال. وإذا كان نحو مليونى مشاهد زاروا معرض الكتاب على حسابه على «تويتر» فإنه من المتوقع أن تكون غالبيتهم العظمى من الشباب، الذين يجدون الفضاء الالكترونى مساحة تفاعل لهم، وتعبيرا عن مجتمعهم الجديد.
الانطباع الذى يمكن للمرء الخروج به بعد قضاء أيام فى معرض جدة الدولى للكتاب أن المجتمع السعودى ليس ثابتا فى المكان، أو متباطئ فى الحركة، بل يعيش حالة حراك اجتماعى وثقافى، عنوانها الأساسى الشباب.

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات