يوم الشهيد - محمد عبدالمنعم الشاذلي - بوابة الشروق
الأحد 9 مارس 2025 3:44 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

يوم الشهيد

نشر فى : السبت 8 مارس 2025 - 7:20 م | آخر تحديث : السبت 8 مارس 2025 - 7:20 م

اخترنا يوم ٩ مارس من كل عام لنحيى فيه ذكرى شهدائنا الأبرار، وهو اليوم من عام ١٩٦٩ الذى استشهد فيه الفريق عبد المنعم رياض فى الخطوط الأمامية بين جنوده ضاربا المثل للقائد العظيم الذى يتقدم جنوده فى الحرب.
من خلال هذا البطل نتذكر موكب شهدائنا فى تاريخ مصر المفعم بالكفاح منذ استشهاد سقنن رع فى القرن ١٦ ق.م فى حرب التحرير لتطهير تراب مصر من الهكسوس. ويمضى موكب الشهداء فى ملحمة الكفاح ضد كل طامع وكل غازٍ فى العصر الحديث، محمد كريم وشهداء ثورة القاهرة الأولى والثانية التى قادها الأزهر ضد الحملة الفرنسية فى مطلع القرن ١٩، ثم شهداء الجيوش التى قادها ابراهيم باشا لتأمين حدود مصر، ثم كانت الانتكاسة بسبب الحكم الفاسد والاحتلال الإنجليزى وسقوط مئات الشهداء على الطوابى المصرية نتيجة لقصف الأسطول البريطانى والدفاع البطولى للجيش المصرى، ثم معارك كفر الدوار والقصاصين والتل الكبير التى استبسل فيها الجيش رغم الفارق فى التسليح وخيانة الخديوى توفيق.
استمر سقوط الشهداء أثناء الاحتلال فى دنشواى وفى ثورة ١٩ عندما هب الشعب والطلبة والطالبات فى مظاهرات واجهها الإنجليز بالرصاص. وقصفت الطائرات الإنجليزية الصعيد بالقنابل ثم هبة الإسكندرية سنة ١٩٢٠ التى سقط فيها العديد من الشهداء، ثم الشهداء من الفدائيين فى قناة السويس بعد إلغاء معاهدة ١٩٣٦، وكان ختامها شهداء البوليس المصرى فى الإسماعيلية الذين تصدوا للقوات الإنجليزية بدباباتها ومدافعها، وشهداء الجيش المصرى الذى زحف لنجدة فلسطين - وأشهرهم البطل أحمد عبد العزيز - وصمودهم رغم ما عانوه من خيانة، ثم شهداء حرب العدوان الثلاثى ومنهم الشهيد جلال الدسوقى بطل معركة البرلس التى قاد فيها لنشات الطوربيد ضد البوارج البريطانية والفرنسية واختلط دماؤه بدماء الشهيد السورى جول جمال.
ثم شهداؤنا فى اليمن التى زحف جيشنا لدعم ثورتها ضد مؤامرات الرجعية والإمبريالية وكان أول من سقط على أرض اليمن الشهيد نبيل الوقاد وغيره كثيرين، ثم كانت النكسة فى سنة ١٩٦٧ التى كانت كفيلة بأن تهدم كثيرا من الدول إلا أنها لم تكسر مصر التى هب جيشها وشعبها لمواجهة التحدى صامدين صابرين منذ اليوم الأول فى رأس العش وفى البحر حين أغرق أبطال البحرية المدمرة إيلات وفى جزيرة شدوان والضفادع البشرية الذين اقتحموا ميناء إيلات، بل إن الأبطال أبحروا حول إفريقيا إلى السنغال لتدمير الحفار الذى جلبته إسرائيل لنهب بترولنا، كل خطوة يرفرف فيها شهيد صاعدا إلى الفردوس ليلحق بمن سبقوه ثم جاءت لحظة الثأر والكرامة فى سنة ٧٣ وتقدم موكب الشهداء مقتحما ستار النابالم وعابرا قناة السويس وماحقا خط بارليف محققين النصر ورووا رمال سيناء بأزكى الدماء، دماء إبراهيم الرفاعى وأحمد حمدى وفى السماء دماء عاطف السادات.
بعد أن استعددنا الأرض وحققنا النصر لم يركن جيش مصر للراحة بل هب لتحرير أرض الكويت من عدوان غاشم أثيم وروت دماء شهداء مصر أرض الكويت كما روت كل بقاع الأرض العربية.
ولا ننسى فى يوم الشهيد شهداء القوات المسلحة والشرطة الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن مصر فى معركة ضد الإرهاب الأسود فى سيناء وفى الصحراء الغربية امتدادا إلى ليبيا، ولا يمكننى كذلك فى يوم الشهيد أن أنسى الشهداء من زملائى الدبلوماسيين كمال الدين صلاح الذى استشهد فى الصومال، ونمير أحمدين خليل الذى استشهد فى باكستانن وإيهاب الشريف الذى استشهد فى العراق.
إن مصر اليوم تقف شامخة صامدة محاطة بالحرائق والحروب وشياطين الشر من جميع الجهات، يحميها جيشها العتيد وصفوف من الرجال المخلصين يطرقون باب الجنة طالبين الشهادة للدفاع عن أرض الكنانة.
فى يوم الشهيد ندعو الله أن يرحم شهداء مصر من سبقوا ومن ينتظر.

 

محمد عبدالمنعم الشاذلي عضو المجمع العلمي المصري
التعليقات