دكاكين الخدمة - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دكاكين الخدمة

نشر فى : السبت 8 أكتوبر 2011 - 8:40 ص | آخر تحديث : السبت 8 أكتوبر 2011 - 8:40 ص

منذ شهور قليلة قام رجل أعمال صينى باستخدام حمارين لجر سيارته اللاندروفر إلى مركز الصيانة  للفت الأنظار احتجاجا على سوء الخدمة، بينما صينى آخر دمر سيارته اللمبورجينى أمام مركز الصيانة مضحيا بالسيارة الفارهة التى تصل قيمتها إلى ما يقارب 304 آلاف دولار بعد أن ذهب لمركز الصيانة لأكثر من 6 مرات فى العام وفى النهاية اضطر إلى تغيير المحرك. للأسف ولسوء الحظ لا تستطيع صديقتى التى تملك سيارة متواضعة تعدى سعرها حاجز الخمسين ألف جنيه بقليل أن تفعل مثل الأثرياء الصينيين ليصل صوتها المحتج لأنها ببساطة لا تمتلك رفاهية التضحية بالسيارة التى سوف تتعكز عليها وترافقها إلى نهاية مشوار حياتها. كنت أعتقد أن صديقتى تبالغ فى حديثها عن مركز صيانة السيارات الشهير والمعتمد الذى يتولى صيانة سيارتها بصفة دورية وبتكلفة عالية ترهق ميزانيتها.. تقول إن كل شىء تغير باستثناء الشاسيه ومع ذلك هى لا تشعر بنعومة سيرها على الطريق ولا يزال الموتور والفرامل والدريكسيون يصدرون أصواتا كمن يشكو من مرض عضال لا شفاء منه. مراكز خدمة السيارات الضخمة فى مصر ذات السمعة الرنانة والتى تدفع الملايين فى إعلانات الصحف والفضائيات وتمول ملاحق السيارات المتعددة  للترويج لنشاطها وتسترجعها بالملايين من جيوب عملائها لم تعد محل ثقة عملائها لتسقط نظرية «إعطاء العيش لخبازه» من ثقافة المصريين الذين قبلوا أن يسرق نصفه ورغم ذلك لايحصلون على أقل القليل من حقوقهم.تقول صديقة أخرى لم أكن أصدق ما يقال عن مراكز الصيانة إلى أن قادنى حظى السيئ إلى إحداها بعد أن أصاب سيارتى عطل مفاجئ تصورت فى البداية أن المركز هو الأكثر قدرة على تشخيص المشكلة وحلها بدلا من الانتظار عند الميكانيكى والدخول فى متاهة هل تشخيصه للعطل صحيح أم لا؟ وهل سيضع لى قطعة الغيار الأصلية أم سيخدعنى ويضع قطع غيار صينى أوتايوانى قد تضر السيارة؟

 

تواصل.. عندما توجهت للمركز المعتمد القريب من منزلى حجزت دورى فى الكشف على السيارة ذلك طمأننى فالمكان ملىء بالعملاء منذ التاسعة صباحا وهو ما يوحى بأن هناك قدرا من الثقة فى قدرته على تقديم الخدمة وانتظرت وتم تشخيص المشكلة التى كنت على دراية بها والتى أتيت من أجلها. تسلمت كشفا طويلا بالأشياء التى يجب تغييرها بمبلغ فاجأنى بداية من رسوم الفحص وتغيير الزيوت والبوجيهات التى لم أطلب تغييرها وصولا إلى قطعة الغيار المطلوبة..  سلمت أمرى لله وانتظرت  إلى أن طلب  المهندس الفنى بعد ساعات أن أتسلم السيارة وهو يضع على وجه ابتسامة عريضة وقال «اتفضلى دورى المحرك».. عندما نظرت إلى مؤشر الحرارة وجدته بنفس وضعه الذى عليه أى لا أستطيع أن أتحرك بها خطوة واحدة لسخونتها  وعندما سألت الباشمهندس قال لم نصلح العيب لأنه للأسف لا تتوافر قطعة الغيار اللازمة لذلك. لم أستمع لبقية الحكاية لكن تصورت رد فعل صديقتى الغاضب خاصة أن العيب الذى قادها لهذا المكان كما هو ولن يسمح لها بقيادة السيارة والأهم ان المبلغ وقدره الذى سددته نظير الخدمة كان من الممكن أن تدفع ثلثه فى أى بنزينة قريبة.

 

 والحقيقة أنا لا أعرف لماذا تفتح هذه المراكز التى تحولت إلى دكاكين أبوابها للزبائن طالما تعجز عن تقديمها.. وإلى متى سيظل الزبون ضحية مغالاة التوكيلات ومراكز الصيانة العشوائية؟

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات