لن يحتاج الفلاحون بعد الآن للتحايل للبناء على الأرض الزراعية بعد أن وعدهم الفريق شفيق المرشح للرئاسة فى واحدة من تصريحاته بأنه سوف يعفو عن كل من ارتكب تلك الجريمة، لقد اعتاد الفلاحون على التحايل على اختراق قانون منع البناء على الأراضى الزراعية ببناء عشة من الطوب اللبن او بناء كشك صغير من البوص والأحجار ليقيم فيه صاحب الأرض بدعوى حراستها ثم بدعم من فساد المحليات يقوم بإدخال الماء والكهرباء، وما يلبث الكشك الصغير الذى لا تتجاوز مساحته المتر المربع فى التمدد والانبعاج ليشغل قيراطا اوقيراطين من الأرض الخضراء فإذا نظرت من الطائرة تجدها مزروعة بكتل متناثرة من الأسمنت والطوب قبيح المنظر.

هكذا تحايل الفلاحون بمساعدة من فساد المحليات على قوانين الدولة ولكن الفريق شفيق المرشح لرئاسة الدولة المصرية أعلن أنه سيوفر على الفلاحين عناء التحايل على هدف الحفاظ على الرقعة الزراعية الذى قاتل من أجله كثير من الشرفاء وتم تشريع قانون بتغليظ العقوبة على المخالفين لكن شفيق أعلن انه فى حالة وصوله لسدة الحكم لن يحاسب كل من بنى على الأرض الزراعية قبل توليه الرئاسة وهى رشوة انتخابية علنية قميئة وقبيحة تناقض ما سبق وصرح به حينما كان رئيسا لوزراء مصر خلال الـ34 يوما مدة توليه المنصب قبل أن يلفظه الميدان ويقدم استقالته.. لقد هاجم شفيق البناء على الأرض الزراعية بعد الثورة ووصف تلك الممارسات بالكارثة وتوعد المخالفين بعقوبات مشددة بل قال بالنص «كل سم خرسانة بنى على الأرض الزراعية سوف يزال ويدفع المخالف ثمن مخالفته».

ما الذى تغير يا سيادة الفريق؟ مجرد انتقالك من موقع رئاسة الحكومة الى ترشحك لرئاسة الجمهورية يلزمه تغير المواقف وحالة التناقض الواضحة فى التصريحات ويبيح لك أن تدوس على شرعية القانون بضمير مستريح.

فى الميدان الآن يرفع الإخوان شعار الثورة فى خطر مطالبين المتظاهرين بالاصطفاف وراءهم فى معركتهم مع شفيق للأسف لديهم قدرة فائقة على الإقصاء وعلى التوافق حسب الظرف والمصلحة. الغريب أن ميدان التحريرعلى رحابته التى تسع الجميع أصبح خلال مليونات الأسبوع الماضى يشعرك بالاختناق فقد بدر الإخوان كوادرهم فى أرجاء الميدان منتظمين فى حلقات صغيرة يتناقشون ويتصايحون وقد يصل الامر الى حد الاشتباك بالأيدى إذا تأكدوا انك لن تعطى صوتك لأى من المرشحين شفيق ومرسى. ويطالبونك بالاحتكام للصندوق.

عن نفسى لن أعطى صوتى لهذا او ذاك لمجرد أن اخرج من المأزق الذى وضعنا فيه المجلس العسكرى والإخوان ولن اخضع لإرهاب الإخوان أو استبداد شفيق كلاهما كالدواء المر لكنى سأحتكم لاستمرار الثورة.