صاروخ الرئيس ترامب - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:22 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صاروخ الرئيس ترامب

نشر فى : الجمعة 10 يناير 2020 - 9:35 م | آخر تحديث : الجمعة 10 يناير 2020 - 9:35 م

نشرت جريدة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب محمد عارف... جاء فيه ما يلى:
نكتة كردية عَثَرت على مخرج للقوات الأمريكية فى العراق. وحكاية بغدادية هزلية صَورت ما يحدث فى العراق منذ احتلاله عام 2003. ولنبدأ بالنكتة الكردية، وهى عن «طَسة» فى شارع مدينة دهوك، و«طَسة» باللهجة العراقية تعنى «عَقَبة» فى الشارع. و«طَسة» دهوك تُسبب حوادث، يتعين نقل ضحاياها إلى مستشفى بعيد، ما دعا سكان المنطقة إلى النظر فى بناء مستشفى قريب، إلا أن أحد حكمائهم اعترض على هذا الحل المُكلف، واقترح تبليط «الطسة» وحفر «طسة» بديلة قرب مستشفى دهوك! نكتة لكنها الحل الجدى لنقل القواعد الأمريكية فى العراق إلى كردستان، حيث تحظى «الطَسَّة» بحماية الرئيس «ترامب»، الذى ذكر فى تغريدة أنه سيضرب 52 هدفا حال تعرض المصالح الأمريكية لأى استهداف. و52 هو عدد العاملين فى السفارة الأمريكية الذين تم احتجازهم 444 يوما عام 1979.
وأصاب صاروخ ترامب أحلام محللين صناعيين غربيين كانوا يتحدثون عن «منفذ مريح للإنتاج المتنامى، ويُبشرون بصدمة جميلة فى هذا المضمار»، حسب الباحث البريطانى كريستوفر ديفيدسن فى كتابه «حروب الظلال». وأخطر أهداف الصاروخ الورقة الرابحة لأوروبا، التى ترى هناك «مخزن حلويات بمليارات الدولارات متأهب لفتح أبوابه». وأوروبا الغربية تحتاج بشدة إلى الغاز، وقد تقاطر رؤساء شركاتها على المنطقة. ويُعلن المسئولون عن فتح الأبواب للاستثمارات التى تتعامل مع شركات النفط متعددة الجنسية، كشركاء فى مشاريع طويلة المدى فترة 33 عاما، خصوصا فى حقول غاز شمال وجنوب «إقليم فارس» الذى يضم أكبر حقول النفط فى العالم وتُقدَرُ بمئات المليارات من براميل النفط.
وتوقيت صاروخ ترامب مع موعد مناقشة الكونجرس قرار خلعه يعمق انقسام الرأى العام الأمريكى المنقسم أصلا حول الموضوع، حسب «واشنطن بوست». وانعكس ذلك مباشرة على مرشَحى الرئاسة «بايدن» و«ساندر». ويصور تعارض موقفيهما الخلافات فى صفوف «الحزب الديمقراطى». فقد ركز «بايدن» على سيرته كوزير للخارجية عشر سنوات، والتى «تجعله أفضل مرشح للرئاسة وتولى مسئولية القيادة العامة للقوات المسلحة». مقابل ذلك أكد «ساندر» على مناهضته الطويلة للحرب، ووقوفه ضد غزو العراق، ومثابرته على الدفاع عن الأجندة السياسية للطبقة العاملة الأمريكية.
وما حدث فى العراق توقعته قصة بغدادية هزلية فى مقالتنا هنا فى العام الأول للاحتلال، عن أرعن غامر بدخول حمام النساء، وقد حسب لكل شىء حسابه: اللطمات والعضات وطعنات الأمشاط، وكدمات الطاسات. وفاته أن أدوات الحمام البغدادى النسائية الجميلة، يمكن أن تلحق به أذى أكبر. وهكذا حكم العراق مغامرون فقدوا كل شىء، مثل نورى المالكى الذى وقع اتفاقية عام 2010 التى تعفى جنود الاحتلال من المحاكمة عن أى جريمة يرتكبونها داخل العراق.
و«قاسم سليمانى سيد الدسائس الإقليمية، ومؤسس محور القوة الشيعية فى العراق وسوريا ولبنان واليمن»، عنوان تقرير مسهب فى «نيويورك تايمز» يعرض مكالمات هاتفية سرية مع مسئولين ووزراء عراقيين فاقدين لكل شىء، يطيعونه ويتذللون له، بشكل لم يشهده البلد حتى فى أحلك سنوات الاحتلال البريطانى. والمفارقة أن مسئولين فى إحدى وكالات المخابرات الإقليمية ــ وقد سجلت المكالمات ــ ينتقدون سليمانى وطريقة تعامل ميليشياته المهينة لمواطنى العراق السنة، مما يضعف (فى تقديرهم) مصالح بلادهم طويلة المدى.
والرئيس ترامب الرجل المناسب فى الوقت المناسب، فهو كما يقول: «يحب التبارى وتحدى نفسه، وقد لا يكون هذا أمرا جيدا دائما، فهو يجعل الحياة معقدة». ولا يجد ترامب فى المنطقة، وربما العالم ككل، مثل الزعماء الأيديولوجيين؛ فمعهم «تحتاج أحيانا إلى النزاع كى تأتى بالحل، والضعف فى أغلب الأحيان لا يمكنك من الحصول على الحل المناسب، لذلك أنا عدوانى، إلا أننى أحقق الأمور، وفى الختام كل شخص يحبنى».

الاتحاد ــ الإمارات

التعليقات