مياه النيل والمثلث الذهبى وحقول الغاز ومحراب اللغة العربية - إبراهيم يسري - بوابة الشروق
السبت 1 فبراير 2025 5:43 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مياه النيل والمثلث الذهبى وحقول الغاز ومحراب اللغة العربية

نشر فى : الأربعاء 10 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 10 أبريل 2013 - 8:00 ص

خالف الرئيس مرسى القاعدة المعروفة بأن قدرة الدولة على تحقيق وحماية مصالحها الخارجية تتوقف على قوة جبهتنا الداخلية ونمو قدراتها الاقتصادية، فقد نجح فى اختيار العواصم التى يمكن التعاون معها فى استعادة ثقل مصر الخارجى وفى تنمية ودعوة التعاون فى الاستثمارات والتنمية الاقتصادية، وتؤكد النظرة على هذه العواصم الحاجة إلى إعادة صياغة سياستنا الخارجية: أديس أبابا، السعودية، طهران، تركيا، ألمانيا، باكستان، الهند وجنوب أفريقيا فى مؤتمر ناشئ شديد الأهمية قابل فيه قادة عدد من أهم الدول التى يمكن أن نتخذ من تجاربها معالم نسير على هديها فى خطة التنمية. وهو تمهيد يمكن البناء عليه عند استكمال بناء دولتنا الديمقراطية الجديدة من الداخل.

 

●●●

 

ولابد أن ننوه هنا بأن مياها كثيرة قد عبرت تحت الجسر العربى فكانت قمة جامعة الدول العربية بمثابة إعلان نهاية هذه المنظمة العتيدة التى سبقت الأمم المتحدة فى الوجود والتى حققت أمجادا ونجاحات ملحوظة، وأهم ما نحرص عليه هنا هو ألا نترك أمينها العام بشخصيته الفذة وخبرته الكبيرة أسيرا لهذا الجسد الميت سريريا. ولا أنسى أن اذكر هنا بأن كلمة مصر فى هذه الدورة كانت مطولة تخرج أحيانا عن السياق وينقصها الحرفية الدبلوماسية فى الصياغة، وكانت مبادرتها فى غير مدار الاهتمام بينما كانت مبادرة  الرئيس التونسى المنصف المرزوقى بإقامة محراب اللغة العربية صرخة واعية تقف فى وجه تآكل الهوية العربية أمام ضغوط العولمة لتتحدث العربية بنصف لسان وتتناسب حتى مأكولاتها التقليدية لصالح التيك أواى.  نأتى للمعطيات الجديدة التى يجب أن تأخذها السياسة الخارجية فى الاعتبار، فبعد فترات جمود تكسوها الحماقة وضيق الأفق أكدت زيارات رئيس مصر العلاقة الأزلية والمصالح الحيوية التى تربط البلدين رغم انفصالهما بعد وحدة طويلة، وأهم ما أتوقع فى هذه الزيارة هى التنسيق القوى للخطر الماحق الذى يمثله سد القرن الإثيوبى بحرمان البلدين من جزء كبير من حصتهما فى مياه النيل وتكتل دول عنتيبى ضدنا فى لحظات الضعف والفرقة مما يقتضى رسم خطوط استراتيجية فاعلة لمنع هذا الخطر وهو أمر ممكن تقدمت بشأنه بخطة عرضتها على أعلى مستوى. يبقى التكامل بين مصر والسودان الذى وقعنا له اتفاقيات راحت إدراج الرياح نتيجة قصور فى الرؤية وغياب الإرادة السياسية التى نحس بها هذه الأيام وقد فاقت من سباتها تحت ضغط الحاجة واحتياجات التنمية ولا أريد أن أعدد مشروعات التعاون المشتركة فهى كبيرة ومهمة ومثمرة.

 

●●●

 

نأتى للمثلث الذهبى، وحكايتى معه بدأت سنة١٩٧٠ بصدور ميثاق طرابلس بالوحدة بين مصر والسودان وليبيا وكانت هذه فكرة عبقرية تنشئ تكاملا يندر وجوده بين ثروة النفط الليبية والخبرة والقوة البشرية المصرية وملايين فدادين الأرض الزراعية والمياه السودانية. وقد دفعنى هذا لاختيار الموضوع كرسالة للدكتوراه وأدهشتنى تقارير ودراسات بريطانية وفرنسية تخشى من ولادة دولة قوية جنوب المتوسط تفوق قوة انجلترا وفرنسا معا. وقبرت الفكرة ربما بسبب تطلعات شخصية ضيقة للزعماء بمساعدة ودس وتخريب أوروبا.  والآن وقد سمعنا فى خطابى الرئيسين فى الخرطوم اهتمامهما بانضمام ليبيا ادعو للتشبث بكل قوة لضم ليبيا لهذا التجمع الذى يحافظ لكل دولة على مصالحها دون انتقاص لوجودها وسيادتها، ولكنه يفتح أبواب التعاون والقوة فى هذا الكيان الثلاثى الذى سيقبل موازين القوى ويقدم نموذجا غير مسبوق للتعاون العربى. وهنا يمكن ملاحظة عكوف مصر إبان الحكم العسكرى على مساعدة الثورة الليبية كما لم يقم الرئيس المصرى حتى الآن بزيارة ليبيا واخشى أن يستمر البلدان على اعتبار ليبيا مستودعا للعمال المصريين غير المؤهلين بما لهم من مشاكل وفوائد. إن العلاقات بين مصر وليبيا ينبغى أن تشمل الجوانب الأمنية،(واذكر فى هذا المجال أن مصر أرسلت قوة عسكرية للمرابطة خارج بغداد لحماية حكم عبدالسلام عارف وعبدالرحمن عارف من الانقلابات العسكرية ولم يقع الانقلاب البعثى إلا بعد أن طلب عبدالرحمن عارف رحيل القوة المصرية) والتعاون فى تشييد وبناء وإدارة المصانع والمنشآت وجذب الاستثمارات الليبية لمصر والسودان.

 

●●●

 

يبقى أمر خطير جدا أعيد التنبيه اليه وهو سرقة حقول الغاز المصرية فى المتوسط وهو ترتيب خسيس وإجرامى وقع بليل سنة ٢٠٠٣ واستدرجت اليه مصر بمعرفة ثلاثى لصوص الغاز حسين سالم ويوسى بلين والعائلة الرئاسية.

 

 

 

محام ومحكم دولى

إبراهيم يسري  محام ومحكم دولي
التعليقات