تايه فى أمريكا - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 1 فبراير 2025 2:00 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تايه فى أمريكا

نشر فى : الجمعة 31 يناير 2025 - 7:25 م | آخر تحديث : الجمعة 31 يناير 2025 - 7:25 م

«تايه فى أمريكا» إخراج رافى جرجس عام ٢٠٠٢، هو فيلم من إخراج مواطن مصرى عاش مع الحلم الأمريكى الممزوج بالسينما، وعرض الفيلم فى مصر واكتسب أهميته من خلال نجومه خالد النبوى فى دور شريف المصرى، وحلا شيحا فى دور نور، وإيمان فى دور الأم، ومحمد لطفى فى دور عادل السنهورى، وراجيه البارودى وأيضا المخرج فى أحد الأدوار.
يبدو هذا بشكل واضح فى موضوع الفيلم، والأجواء التى صورها، فهو ينتقل بالمعاناة المصرية للأشخاص الذين ركبوا الطائرة تاركين أوطانهم للإقامة أو للزيارة، لا شك أن الركاب يمثلون الحلم الأمريكى، وخاصة حكاية عادل وشريف، وقد مضى كل منهما إلى طريقين متوازيين، تقاطعا بشكل عارض وذهب أحدهما إلى مصير الآخر، ينهل من المقدرات التى كان من المفروض أن تذهب للآخر، أبرزها المصادفات، فشريف المصرى قادم إلى أمريكا دون أن يكون لديه أى سند اجتماعى أو مالى، إنه لم يخطط لمسألة مبيت الليلة الأولى، وقد قام السيناريو بتجهيز كل شىء من أجل مصلحته، أى أن السفر إلى أمريكا متعمد، لكنه يترك نفسه لمقدرات المصادفة كما يرسمها المؤلف، فهو يستمع فى المطار إلى شخصين يتكلمان عن وصول عادل إلى أمريكا، وفى المطار تتواجد الأم مع ابنتها لاستقبال عادل، الامرأتين لا تعرفان الصورة الحقيقية لعادل، وكان من المفروض على أحد الطرفين أن تكون لديه صور الآخر، وأن يكون هناك لقاء ما بينهما، فلو أن هناك اتصالاً تم بين الطرفين قبل وصول الشاب من طنطا لرأينا منحى جديدا فى الفيلم، فسرعان ما تحدث المتاعب لعادل، ويجد الشاب الآخر نفسه متجها إلى الفردوس مثلما حدث لأغلب من ذهب إلى أمريكا لاكتشافها.
يسير الفيلم فى مسارين متوازيين، حيث نرى الليلة الأولى لشريف فى البيت الأمريكى، ونتتبع ماذا حدث للشاب الثرى الذى جاء كى يتزوج من ابنة عمه، وكى يتحدث مع أسرة عمه فى مسألة الميراث، فوالد نور غادر طنطا يوما بعد خلاف مع أخيه التوءم، وفى الولايات المتحدة تزوج وأنجب ولم يعد أبدا إلى بلاده، وبالنسبة لقانون المصادفة فإن هذا الحادث الذى تعرض له عادل سوف يفتح كل الأفق والفرص أمام الشخص الآخر كى يبقى فى البيت، وأن يحقق مكاسبه، فطموحات الأم التى تبغى أن يقوم خطيب ابنتها ببيع جميع ممتلكاته فى مصر والاستثمار فى أمريكا، ولذا فإنها تعجل بتقريب ابنتها إلى الشاب، كما أن السيناريو يتعمد تعجيل ميلاد مشاعر الحب بقوة من ناحية الفتاة، أما شريف فتنتابه فى بعض الأحيان مشاعر الندم والتردد، يود إبلاغ الفتاة وأمها بحقيقة الأمر، لكن فى كل مرة يتراجع رغما عنه، حيث يتعرف على أطراف أخرى من جانب أسرة العم، ومنهم رجال أعمال والمحامى، لدرجة أن حفل الزواج يتحول إلى ما يشبه الاتفاق الاقتصادى للمشاريع المستقبلية التى من المفروض على الزوج أن يقوم بها، فى تلك الليلة سوف يتحدد كل شىء، خاصة حين يأتى عادل السنهورى ومعه حبيبته الممرضة وهى التى تعتنى صحيا بالأم وقد تمت دعوتها لحضور الحفل، وفى الدار يفاجأ ابن السنهورى بصورة عائلية تخصه، وهنا يتأكد من الحقيقة التى تاهت عنه.
مصادفة أخرى غيرت مصير عادل، وهى أنه فقد الوريقة المكتوب بها رقم الهاتف الخاص بأسرة عمه، وفى الجمارك الأمريكية تم توقيفه لبضع ساعات بسبب كيس الملوخية الجافة الذى كان يحمله فى حقيبته كهدية إلى أسرة العم حيث ظن رجال الجمارك «كالعادة» أنها نبات مخدر، لكنه كان على موعد مع قصة مغايرة، فهذه الممرضة اللبنانية تعتنى به، وتقع فى حبه، تبدو شخصية بالغة الجاذبية، وقد وجد فيها ضالته، فبعد أن تماثل للشفاء خلال فترة قياسية فإنه يذهب إلى بيتها للإقامة معها.
سلسلة متتالية من المصادفات انتهت بكشف الحقيقة، لكن يبدو أن مشاعر الحب قد تأصلت فى قلوب الشباب، فعادل يقرر العودة إلى مصر، بعد أن طلب الزواج من حبيبته، أما شريف فإنه يخرج من البيت فى مشهد مفتوح حيث تسعى نور خلفه يدفعها قلبها ومشاعرها معلنة له أنها يمكن أن تغفر له ما فعله لأنها تحبه، أى أن السيناريو قام بتقسيم الكعكة بما يعنى رضاء الجميع.

التعليقات