فى مقال سابق أشرنا إلى أن الفيلم الأمريكى «جيلدا» 1948 قد حولته السينما المصرية إلى أكثر من عنوان على مدى نصف قرن، ولم أكن أتصور أن قائمة الأفلام المأخوذة عن هذا الفيلم سوف تطول بين وقت وآخر، خاصة فيلم «جحيم تحت الماء» إخراج نادر جلال 1989، بطولة عادل أدهم، وسمير صبرى، وليلى علوى، ومحسن سرحان، وتأليف صلاح فؤاد، وصلاح فايز، باختصار فإننى لم ألتفت إلى التشابه الملحوظ بين هذا الفيلم وبين قصة «جيلدا» إلا اليوم فقط وأنا أتابعه بالمصادفة، فحسب كتابات البعض فإن هناك تشابهًا ملحوظًا بين الفيلم المصرى هذا وبين فيلم أمريكى قام ببطولته بروك تشايلدز بعنوان «الذهب المبتل» عن نص أدبى كتبه الأديب المعروف ثورنتون وايلدر، ورغم أن السيناريو المصرى مكتوب أنه من تأليف كاتبين مصريين فإن هناك تشابها ملحوظا بين «جحيم تحت الماء» وبين «جيلدا»، فهناك حبيبان افترقا قبل سنوات بدون خصام وذهب كل منهما إلى حاله، حيث تزوجت هالة من رجل يكبرها فى السن وهو متعدد المليونات، ارتكب جريمة قتل مزدوجة فوق سفينة سياحية فى منطقة البحر الأحمر، حيث قتل شخصا ورمى بصندوق به كنز من الذهب مهربا فى الأعماق، وصار عليه أن يبحث عنه من خلال شخصية حسن الغواص المحترف، ويأتى إلى فندق فخم فى الغردقة، وهنا نرى الصراع نفسه الذى تم بين جيلدا وزوجها بعد ظهور حبيبها القديم، ويصبح البحث عن الكنز هو الموضوع الإضافى الذى تم أخذه من «الذهب المبتل»؛ حيث إننا أمام واحد من أبرز أفلام التصوير تحت الماء الذى قام به سعيد شيمى فى ظاهرة لم يبرع فيها أحد آخر غيره. وكان ذلك سببًا فى إنتاج عدد من الأفلام تدور كلها حول الغوص فى الأعماق بحثًا عن كنوز البحر وصناديق مليئة بالذهب، ومثلما حدث فى الفيلم الأمريكى فإن زكى الكيلانى سرعان ما يكتشف العلاقة بين زوجته الشابة وبين الخواص الذى يعيش مع ابنه على فى تلك المنطقة، إنه نفس الحب القديم، الذى يتجدد بين عاشقين فى منطقة سياحية، حيث سرعان ما تألف الحبيبان وقام زكى بالتفاوض مع حسن أن ينفصل عن زوجته مقابل إخراج الذهب المبتل، حتى تنتهى الأحداث مثلما رأينا فى كل الأفلام التى تقترب من هذه الحدوتة، أى أن المقتبس هنا قد مزج بين عدة حكايات، فالملاحظ أن فيلم «الذهب المبتل» 1982 لم يحقق أى نجاح فى البلاد التى عرض فيها، خاصة مصر، ولم تكن بروك تشايلدز بنفس جاذبية ليلى علوى، ولذا فإننا أمام فيلم يخص سمير صبرى المنتج فى المقام الأول أكثر، رغم أن ظهور شخصية حسن أتت بعد فترة طويلة من الأحداث، حيث قام زكى بارتكاب جريمته وقذف صندوقه فى أعماق البحر، ثم عودته إلى القاهرة، ثم رجوعه إلى مكان الكنز مجددًا، وهنا ظهر سمير صبرى الذى كان حريصًا فى أفلامه التى عمل فيها مع عادل أدهم، أن يكون لهذا الممثل الصدارة والبطولة، أى أننا أمام فيلم ينتمى إلى ذلك الممثل المتميز الذى زحف إلى البطولة ببطء شديد عامًا وراء آخر، أما سمير صبرى فيكفيه هنا أنه حصل على حبيبته ومكافأة إخراج الذهب، أى أن الحب القديم سوف ينتصر.
فى الفيلم المصرى حرص السيناريو على إضافة قصص أخرى لزوم سينما الحركة، فهناك عصابة أخرى تحت رئاسة البرنس التى تتبع عملية إخراج الذهب المبتل، ما يزيد من عمليات المواجهة، وكما أشرنا فإن النهاية هنا سعيدة من كافة الأنحاء بعد أن تم القبض على أفراد العصابة ومصرع زكى.