ليست هذه بدعاية انتخابية لى كمرشح، وأبدا لن يستغل هذا العمود للدعاية لحزب أنتمى له. بل ما أعتزم تقديمه خلال الأيام القادمة هو رصد للانتخابات البرلمانية كما ألاحظها وأسجلها كأحد المشاركين بها عن دائرة قسم شرطة مصر الجديدة فى محافظة القاهرة. هدفى من ذلك هو اضطلاع القراء الكرام والرأى العام على تفاصيل وأمور ذات دلالة لفهم الكيفية التى تدار بها انتخابات مصر الأولى بعد ثورتها العظيمة وبعد عقود طويلة من الاستبداد وغياب الديمقراطية وتزوير الانتخابات والتحايل على إرادة الناخبين لاتزال تراكماتها تصاحبنا أينما نظرنا.
يومياتى عن انتخابات برلمان 2011 تستند إلى ملاحظاتى وخبرتى الشخصية، ولذا لا أدعى أن يومياتى قابلة للتعميم على مجمل العملية الانتخابية. كذلك أدعو القراء الكرام إلى عدم التعامل مع يومياتى كاستخلاصات نهائية، بل هى دوما ما ستكون قيد الإضافة والحذف والتطوير والتغيير.
سأبدأ يومياتى بعمود الغد وأتبعه إن قدر لى الله بالأيام التى تليه إلى يوم إجراء انتخابات المرحلة الأولى وبها تجرى انتخابات محافظة القاهرة التابعة لها دائرة مصر الجديدة فى 28 نوفمبر. وقد تستمر يومياتى كمرشح إلى يوم جولة الإعادة للمرشحين على المقاعد الفردية فى المرحلة الأولى.
أملى أن يستفيد القراء والرأى العام من اليوميات وتفتح لهم بعض النوافذ الجديدة للاضطلاع على الانتخابات وتفاصيلها. أما أنا فاستفادتى عظيمة بتنشيط الأكاديمى داخلى الذى تهمشه يوميا أجواء حملتى الانتخابية وقلبها الحركة المستمرة على الأرض والمواجهة المتواصلة لعقبات تنظيمية كثيرة ولأخطاء نقع بها بالحملة ولأخطاء ومنغصات حملات المنافسين. خلال الأيام القليلة الماضية توقفت عن كتابة العمود ليس احتفالا بالعيد كل عام وأنتم ومصر بخير، بل لغربتى عن ذاتى الكاتبة والباحثة مع كثافة تدفق تفاصيل الانتخابات. تدوين يومياتى هو لذا محاولة لإنقاذ الأكاديمى داخلى والإبقاء على شىء من رشادة التفكير والقدرة على المراجعة الذاتية فى خضم أيام حواراتها حول يافطات الدعاية وأماكنها وتأمين الندوات الشعبية والمندوبين يوم الانتخاب.
أبدأ بالغد.