** انتقدنا الفوضى والبلطجة، وحذرنا من الانفلات، ومن العنف القادم، وتحدثنا ألف مرة عن الإعلام الذى يتحول فيه صحفيون ومذيعون إلى مشجعين متعصبين دون إدراك لرسالتهم أو لتأثيرهم.. وهو الإعلام الذى سمح أيضا بأن يقوده فى برامجه أعضاء اتحادات ومدربين فى خلط مذهل، بين عمل القاضى وبين ممارسة العمل التنفيذى الذى يفترض أنه يخضع لمراقبة القاضى؟!
وهؤلاء جميعا ينثرون التعصب وينشرون الكراهية، ويحرضون على مخالفة القانون ولا يجدون من يحاسبهم. خاصة أن بعضهم يشهر أقلامه من أغمادها أو يستخدم ميكرفوناته وشاشاته متأثرا بموقعه ولون قميصه كلاعب سابق فى الزمالك أو فى الأهلى
.
***
** إن ما جرى فى أزمة يوم الأربعاء معروف.. وهو باختصار شديد أن الزمالك بلاعبيه وبأنصاره وبمريديه توقع تقليل الفارق فى النقاط مع الأهلى بفوز محتوم على الشرطة. ففوجئ بتقدم المنافس حتى الدقيقة الأخيرة. فكانت المسافة بين الأمنية وبين الواقع كبيرة وصادمة، فاشتعلت المدرجات عند كل هفوة للحكم فى إشارة إلى أنه سبب ضياع الفوز المتوقع.. لأنه فى مجتمعنا لا نعترف بالتقصير ولا نرى تفوق الآخر، ولا كيف لعب اتحاد الشرطة (أتحدى من يثبت عكس ذلك)؟!
***
** مسئولية الانهيار الأخلاقى لا تقع على هؤلاء وحدهم، فهناك القيادات الرياضية التى تركب موجات الجمهور، لأنها أضعف من أن تتخذ موقفا مع القانون والأخلاق. وإذا بها تقف فى طابور المنافقين والموائمين، وتدافع عن المتجاوزين والخارجين عن الروح الرياضية.. كيف يمكن أن ينصلح الحال وسط هذا المناخ؟!
***
** هل ننتظر كارثة فى المدرجات يسقط فيها ضحايا كى نفيق ونتحرك كما انتظرنا كل الكوارث السابقة فى البحر والبر والجو؟!
الحل الآن أن تطبق قرارات لجنة المسابقات بشأن المخطئين فى مباراة الزمالك واتحاد الشرطة بنصوصها بلا مواءمة وبلا تراجع.. وفى الوقت نفسه درءا لشعور حقيقى لدى جمهور الزمالك بوقوع ظلم لغياب العدل فى العقاب لابد من التحقيق فى جوانب اندلاع شرارة الأحداث، بحيث يعاقب من اتحاد الشرطة أيضا كل من تجاوز فى حق لاعبى الزمالك جمهوره، ولم ترصده الكاميرات أو رصدته.. ففى الأزمات الكبيرة، ونحن أمام واحدة منها، لا تكفى الأوراق وتقارير الحكام والمراقب واللوائح لاتخاذ إجراءات عقابية تجاه لاعبين ومدربين وأندية كما قال رئيس لجنة المسابقات.
***
** لم يعد الكلام مفيدا ولا حبر البحر الأحمر كافيا.. لقد انتهى زمن الخطاب العاقل منذ سنوات، فلا أحد ينصت إليه، فنحن فى زمن انحطاط أخلاقى رياضى، لا يصلحه سوى العقاب والحساب.. وسبق وأوضحنا أنه فى عصور انهيار القيم والمبادئ يبقى سيف القانون هو الحل الوحيد للإصلاح؟!