كلمونى عن الشارع - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلمونى عن الشارع

نشر فى : السبت 11 يونيو 2011 - 9:20 ص | آخر تحديث : السبت 11 يونيو 2011 - 9:20 ص

 «لا تحدثونى عن الاقتصاد ولكن كلمونى عن الشارع» عبارة قالها أحمد البرعى وزير القوى العاملة فى غرفة مكيفة أصحابها من ذوى الخبرات الدولية فى الاقتصاد المستمدة من صندوق النقد. وشركاؤهم وضيوفهم رجال أعمال ومستثمرون لا يعرفون معنى الخسارة.. حريصون على المكسب دائما لا يسمحون بأى حال أن تنتقص مكاسبهم مليما واحدا، أتحدى أن يكون أحد من هؤلاء قد غادر البرج الساويرسى المطل على النيل ليسير عدة أمتار قاصدا ميدان التحرير ليستمع إلى صوت الشارع، ويعرف أن من طالبوا بالحريات والديمقراطية طالبوا أيضا بأجر عادل، لقد كان سقف طموحات من نزلوا إلى الميدان لا يتجاوز الحياة الكريمة والرغبة فى صعود بضع درجات فوق حد الفقر، التى لا يحققها بالطبع الأجر المتدنى الذى يحصل عليه العامل فى مصر ولا الـ700 جنيه التى قررتها الحكومة، ورغم ذلك لا تطيق الرأسمالية المصرية أن يعلو صوت المطالبين بحقوقهم المسلوبة بأن يتنازلوا عن أقل القليل مما دخل خزائنهم فى زمن الفساد.

هؤلاء الذين التفوا حول المائدة المستديرة بمقر مركز الدراسات الاقتصادية يتناقشون حول رأس المال البشرى والتنمية ظلوا يتحدثون عن عجز الموازنة وعن التضخم ومدى ارتباط الاستثمار بالاقتصاد يشاركهم المنظرون الدوليون فى اللعب بالمصطلحات الاقتصادية، التى لا يفهمها رجل الشارع ولا تهمه كما قال لهم البرعى، مؤكدا أن ما يفهمه رجل الشارع هو أكل عيشه لافتا أنه إذا كانت هناك تضحيات، فلابد أن تبذل الآن محذرا من ثورة جياع قد تحدث.

وبرغم نصيحة وزير «الشارع» فإن رجال الأعمال ظلوا على حالهم يتحدثون عن فزع المستثمرين والرثاء لحالهم من ضبابية الوضع الاقتصادى الحالى مفضلين ممارسة نفس اللعبة القديمة فى الضغط والابتزاز والتسويف.

ظنى أن هؤلاء لا يدركون أن بمصر ثورة غيرت من نظرة المستثمر الأجنبى، الذين يتحدثون باسمه هذه النظرة، التى قد تجعله أكثر اطمئنانا لدخول سوق لا يحكمه الفساد ولا يتحكم فيه المرتشون.

ما أثار الاستياء قول جلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات أكثر رجال الأعمال انزعاجا من قيام ثورة حرمته من سخاء النظام السابق من أنه لا توجد بطالة فى مصر بل على العكس هناك ندرة فى العمالة لأن أغلب الشباب غير مؤهل للعمل، وقال أيضا إن «الشاب أبوه وأمه يدوه المصروف عشان يقعد بيه على القهوة».

نعم.. الشباب كانوا يجلسون على المقاهى بعد أن همشهم النظام السابق وعطل قدراتهم، لكنهم استطاعوا أن يصنعوا ثورة صفق لها العالم.

أعتقد لو كان الزوربا ذهب للميدان لمرة واحدة أو لو كان يعيش بيننا فى مصر لما قال ما قاله.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات