(المزركش) والبسيط - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

(المزركش) والبسيط

نشر فى : السبت 12 مايو 2012 - 8:40 ص | آخر تحديث : السبت 12 مايو 2012 - 8:40 ص

قال الرئيس الفرنسى المنتخب فرانسوا أولاند إنه إذا كانت ضرورات المنصب الرفيع لن تمكنه من الذهاب إلى قصر الإليزيه راكبا دراجته البخارية فهو لن يتوقف عن ركوب القطار أو المترو ولن يمتنع فى وقت فراغه من مشاغل الرئاسة عن الذهاب للتسوق مع أسرته.

 

ذكر أن أولاند لم يعرف عنه ولعه بصرعات الموضة فهو رجل عملى يتسق سلوكه مع فكره الاشتراكى ويميل إلى مظهره البسيط وحياته العادية على عكس ما كان عليه سلفه شديد اليمينية ساركوزى الذى يطلقون عليه «المزركش» لشدة اهتمامه بمظهره الصاخب.

 

لقد صعدت إلى رأسى مقارنة مثيرة بين مشهد دراجة أولاند البخارية وسيارة الـ«بى إم دبليو» لرئيس مجلس الشعب المصفحة التى قوبل ظهوره بها أمام المجلس لأول مرة باستهجان وسخرية من المصريين خاصة على شبكات التواصل الاجتماعى فى استعادة لمشاهد الفخفخة والأبهة والإنفاق السفهى فى أروقة مؤسسة الرئاسة.

 

والمؤسسة التشريعية والتنفيذية أيضا وكأن الثورة وشعاراتها التى نادت بالعدالة الاجتماعية والمساواة لم تمر على من آل إليهم نصيب الأسد من ثمار الثورة ولم تمر على رئيس البرلمان الذى استقر به المقام على أعلى مقعد تحت القبة والغريب أن يحدث ذلك على خلفية مؤشر بورصة يواصل هبوطه ونزيف للاقتصاد المصرى يصعب إيقافه، ومطالبات بتخفيض الانفاق فى الموازنة العامة على مظاهر الترف.

 

وعلى ذلك سوف تظل رحلات الرئيس المخلوع التى تتكلف 200 ألف جنيه فى الرحلة الواحدة من وإلى المحكمة وهو راقد على ظهره على متن طائرة مجهزة تثير حيرة وغضب المصريين الواقفين بالساعات أمام طوابير البنزين والسولار وأنابيب البوتاجاز. وهو مظهر من مظاهر الإنفاق السفهى السابق الذى كان يتم بدون حساب ولا محاسبة بدليل أن الجهاز المركزى للمحاسبات لم يخضع إنفاق مؤسسة الرئاسة للفحص ولا التفتيش منذ عام 87 وظلت مافيا الفساد  بقيادة المايسترو زكريا عزمى صاحب مقولة الفساد للركب تنفق أموال المصريين على مخصصات لا نعرف عنها شيئا.

 

لا نريد أن يذكرنا أحد بطوابير العساكر المزروعين كالأشجار تحت سهام الشمس التى تحرق رءوسهم وهم يتصببون عرقا وسخرة ويعطون ظهورهم للمارة انتظارا للحظة خاطفة يمر فيها موكب الحاكم المهيب أو بعض من أتباعه. كم كانت تغرف هذه المواكب اليومية من أموال المصريين ووقتهم ـ والوقت له ثمن باهظ ـ لا نريد أن نعود إلى طابور كبار صغار الموظفين ذوى الرواتب الفلكية الذين لا تتعدى مهامهم حمل أوراق الرئيس أو ضبط الميكروفون أو سحب المقعد الذى سيجلس عليه سيادته ثم يظل واقفا خلفه إلى أن يطمئن أنه جلس بسلامة الله وأمنه.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات