صوت الحب - محمود قاسم - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صوت الحب

نشر فى : الجمعة 12 يوليه 2024 - 8:20 م | آخر تحديث : الجمعة 12 يوليه 2024 - 8:20 م

فى الطبعات العديدة من كتابى عن «الاقتباس فى السينما المصرية» كانت الجملة التى تتصدر الفصل الأول هى أن السينما الامريكية هى الأم الرؤوم للسينما المصرية بمعنى أن كل هذه الأفلام المصرية التى شاهدناها منذ عام 1927 حتى الآن هى ظاهرة أمريكية ناطقة باللهجة المصرية، ومن أهم تلك الظواهر هى ال remake  بمعنى أنه كل فترة من الزمن تقوم شركات الإنتاج بإعادة إخراج نفس الرواية مرة، ومرتين،

وأكثر، ولعل أبرز تلك العناوين الأمريكية هى فيلم «ثورة على السفينة بونتى» التى تم إنتاجها بشكل ضخم عام 1933، و1960، و1980، وقد كانت الأفلام الضخمة الإنتاج مطلوبة أكثر فى السينما الامريكية إذا نظرنا إلى السينما فى بلادنا فإن الكثير منها كان قليل الإنتاج لأنه باختصار مأخوذ من مسرحيات فرنسية أو أمريكية تدور أحداثها فى البيوت المغلقة، وهناك قصة الفنانة التى أحبت فنانا مثلها فى فيلم «مقدرش» بطولة فريد الأطرش وتحية كاريوكا عام 1945 حول اثنين يجمعهما الفن ويتظاهر كل منهما أمام الآخر بأنه فقير ما يدفع الشاب للبحث عن عمل رغم ثروة أبيه، هذا الأب يلتقى مصادفة بالفتاة التى أحبها ابنه دون أن يعرف حقيقتها، ويحاول مغازلتها إلا أنها ترفض وهى تردد «مقدرش» يعنى أنها لا تستطيع أن تهجر حبيبها أبدا، وعندما يعرف الاب الحقيقة يوافق على أن يتزوج ابنه من الفتاة، هذه القصة أعيد إنتاجها مرة أخرى باسم «أحبك يا حسن» إخراج حسين فوزى، فى آخر تعاون له مع زوجته نعيمة عاكف وهنا قام استيفان روستى بدور الأب، وجسد شكرى سرحان دور الموسيقار الفقير، هناك تشابه بين هذه القصة و فيلم  «قمر 14» إنتاج 1950،

وبين فيلم «صوت الحب» فى أوائل السبعينيات هناك تشابه بين القصص حيث إن زوجة الأب تذهب إلى بيت أهل زوجها متصنعة أنها ممرضة جاءت لتمرض الأب لتحصل على اعتراف الأسرة الثرية بزواجها من ابنهم، وفى البيت الواسع يتهافت الجميع حولها تحت بصر الزوج يغازلونها ويريدون امتلاكها بمن فيهم المريض،

وترى الفتاة قمر كيف اختارت الاسرة لابنهم عروسا أخرى أقل مناسبة منها، ويكتشف الاب المعدن الحقيقى للممرضة وتوافق الاسرة على الاعتراف بالزواج، فى عام 1971 عادت وردة الجزائرية الى مصر فاتحة ذراعيها للعودة للغناء والتمثيل، وبحث لها حلمى رفلة عن نص يناسبها، ولم يجد أفضل من «قمر 14» وقدمه باسم «صوت الحب»، كان الزمن قد تغير وجاء نجوم جدد وجسد حسن يوسف دور الزوج الذى جاءت زوجته إلى البيت بدون أمره كى تعترف الاسرة بأنها زوجة الابن، بالطبع على وردة أن تكون هى البديل لكاميليا لكن الاولى لا تجيد الرقص أو الاستعراض واكتفت بالغناء، وشارك فى الفيلم محمد العربى وعماد حمدى، ورغم الأغنيات الجميلة فإن العودة كانت باهتة قياسا إلى فيلم آخر عرض فى نفس الفترة باسم «حكايتى مع الزمان» نحكى هذه الحكايات لأن هذا العمود يشجع على رؤية اليوتيوب ولذا فإن على القارئ أو المشاهد معرفة العلاقات النصية بين الأفلام العربية والعالمية كل على حدة والغريب أن هذه الظاهرة قد انكمش وجودها مع القرن الحالى وقد اتجه الكتاب إلى قصص أكثر تفاهة تغلفها الكوميديا والإفيهات ونحتاج إلى قراءة التواريخ الحقيقية للسينما.

التعليقات