الآن الآن وليس غداً - إبراهيم يسري - بوابة الشروق
السبت 1 فبراير 2025 8:57 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الآن الآن وليس غداً

نشر فى : الإثنين 12 نوفمبر 2012 - 9:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 12 نوفمبر 2012 - 9:00 ص

فى الوقت الذى أوشكت فيه الجمعية التأسيسية على إنجاز وطنى جدير بالتقدير والاحترام تمثل مسودته بحق مشروع عقد اجتماعى جديد تسير على هديه الأمة نحو تحقيق أهداف الثورة والاقبال على تنمية اقتصادية فارعة تستتبع إصلاحا اجتماعيا وتعليميا كبيرين، تعود قوى العرقلة والاستقطاب الى مناوراتها وتردد من جديد مزاعم بطلان التأسيسية وادعاءات نقائص فى مشروع الدستور قبل أن يكتمل.ذلك كله بغية تعويق استكمال البنيان الديمقراطى للدولة وعزوفا منها عن اتباع الآليات الديمقراطية فى حسم المنازعات بالرجوع الى الشعب عن طريق الصندوق عوضا عن النهج الاستعلائى النخبوى خلف أحزاب كارتونية ليس لديها أى وزن تصويتى فى الشارع السياسى.

 

وقد حاول الرئيس بحسن نية ــ ولعلها المحاولة الفاصلة ــ بلقائه مع مجموعة النخب التى تطرح نفسها وصية على مصلحة الشعب، ولكنه كان يحرث فى البحر ويحارب طواحين الهواء كسيرانو دب برجيراك وخرجت النخب من مكتبه منتفخة بغرور القوة ثابتة على مواقفها باستثناء الرجل النبيل الذى خبرناه جميعا.

 

خلاصة هذه المشاهد هو الاتجاه لإفشال عملية صياغة الدستور وبالتالى عدم تشكيل البرلمان وتحديد الضوابط بين السلطات وترك المسئولية الثقيلة على أكتاف الرئيس مرسى التى تزداد ثقلا وتعقيدا كل يوم والتى لا يمكن استمرارها لفترة أخرى وهذا يجر بالبلاد الى كارثة عظمى ليس فقط فى المجال الداخلى الذى يتطلب إجراءات سريعة وحاسمة، ولكن الخطر الخارجى الأكبر يحاصر مصر من الشمال والجنوب.

 

●●●

 

ففى الشمال تجرى عمليات سطو وبلطجة من قبص واسرائيل على حقولنا من غاز المتوسط الذى ثبت انه المستودع الأكبر للغاز فى العالم والذى يفوق دخله على عائدات البترول مما يضع مصر فى عشر سنوات على الأكثر فى مصاف الدول الغنية ويحل كل مشاكلنا الاقتصادية وييسر لنا إصلاح التعليم والصحة واستخدام قوتنا البشرية كأهم عوامل الاستثمار التى لا يجارينا فيها احد فى المنطقة.

 

وفى الجنوب تكالبت علينا قوى أجنبية بتشجيع ومساهمة أمريكا وإسرائيل فقسمت السودان عمقها الاستراتيجى المهم وتقيم السدود والمشروعات للسطو على حقوقنا الثابتة فى مياه النيل. وما زلنا نواجه هذا السطو بدبلوماسية هادئة فاشلة.

 

كان النظام السابق متحصولا على نفسه واضعا نصب عينيه الاستيلاء على ثروة البلاد ليهربها للبنوك فى الخارج، معتمدا على دعم أمريكا وإسرائيل بل وأوروبا، والآن الوقت يقترب من نجاح الأعداء فى حرماننا من ثرواتنا فى الشمال ومياهنا فى الجنوب وهو الأمر الذى لا يلقى أى اهتمام من النخب والفصائل والذى لم تبذل الحكومة ولا الميديا جهدا للتوعية من خطورته.

 

●●●

 

لذلك نعاود مناشدة الرئيس أن ينفذ صبر حلمه وأن يمنع السيل من الذبى وأن يتحمل مسئوليته الثورية والتاريخية لاستكمال المسيرة الديمقراطية للإصلاح الداخلى من جهة ولتطوير قدراتنا الدبلوماسية والعسكرية لتأمين حماية ثرواتنا فى الشمال والجنوب ويذكرنى هذا بأبيات شعر بين اسماعيل وأسماء قال لها اسماعيل يا اسما عيل صبرى.

 

سيادة الرئيس عيل صبرنا اقدم والشعب والثورة والميدان من وراءك وستتبعك النخب فى نهاية المطاف لأنها ليست ضد المصلحة القومية العليا.

 

 

إبراهيم يسري  محام ومحكم دولي
التعليقات