الضغوط النفسية: مصيدة العمر! ‎ - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 12:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الضغوط النفسية: مصيدة العمر! ‎

نشر فى : الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 8:20 م | آخر تحديث : الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 8:20 م

يظل العلم فى كل صباح يلاحقنا بحقائق جديدة مذهلة وتفاصيل دقيقة من أسرار الحياة تبعث على الدهشة والتأمل فلا تملك النفس إلا أن تخشع وأن يردد العقل فى تبتل: سبحان الخالق العظيم. ‎سجلت تجارب علمية كثيرة أثر الصدمات النفسية والضغوط العصبية على حياة الإنسان وصحته وربما أيضا سلامة أعضائه. وأصبح من المألوف أن يحيل طبيب الأمراض الباطنية مريضا أو مريضة إلى طبيب الأمراض النفسية والعصبية لعلاج ما يسمى بالأمراض النفسجسدية. تلك الأمراض التى تسجل أعراضا واقعية كآلام الصدر أو العمود الفقرى لكن مردها ليس عضويا إنما نفسيا. هنا بالطبع العلاج يختلف بصورة قاطعة فقد تحل الجلسات النفسية والتى يديرها طبيب الأمراض النفسية والعصبية للتحليل العلمى النفسى محل الأدوية أو العلاجات التقليدية المعروفة.

‎عرف الإنسان أن للأحزان والضغوط النفسية والصدمات العصبية أثرا سالبا على عمر الإنسان رغم يقينه بأن لكل أجل كتاب لم يكن هناك أى تعارض فالأحزان مصيدة العمر والضغوط النفسية هى الفخ المختبئ قبل خط النهاية.

لكن هل تطرق ذهن أى منا إلى أن الضغوط النفسية والصدمات العصبية التى قد تتعرض لها الأم الحامل قد تورث الجنين موروثات جينية تعجل بشيخوخة خلاياه؟

على شبكة الإنترنت صادفتنى هذا الأسبوع نتائج دراسة هامة مصدرها أكاديمية العلوم القومية الأمريكية National Academy of Science تشير بوضوح لأهمية وضرورة الاهتمام بصحة الحامل النفسية والجسدية والحفاظ عليها فى حالة من الاستقرار والهدوء النفسى.

مقارنة بين السيدات وكلهن أصحاء جسمانيا وإن كن قد تعرضن لضغوط أثناء الحمل كوفاة أحد الأبوين أو انفصال الزوج أو حادث مأساوى والأخريات اللائى مضى حملهن فى سلام وصحة نفسية بعد إجراء فحص جينى للمواليد بدا واضحا أن هناك اختلافا بينهن.

يظهر هذا الاختلاف فى الجزء الذى يحتل نهاية الكروموسوم والذى يطلق عليه اسم التلومبير (Telomere) والذى يعمل تماما كالساعة إذ إنه مسئول عن تحديد عمر خلايا الإنسان وبرمجتها: كم من العمر تعيش وكيف ومتى لها أن تموت!

الاختلاف فى التلومبير جاء ليعكس قدرته على برمجة الخلايا لتموت قبل أوانها وتأتى شيخوختها مبكرا.

نفس المجموعة من العلماء والتى تضم علماء النفس والوراثة والنساء والولادة وطب الأطفال وعلم وظائف الأعضاء لهم دراسات سابقة عن أثر الأحزان والضغوط النفسية والعصبية على التفاعلات الحيوية ومعدلات الهدم والبناء فى خلايا الإنسان وعلى احتمالات الخطر فى إصابته بالأمراض العضوية مثل السكر وارتفاع الضغط فى الشرايين وإصابتها بالتصلب.

إذا كان لدى اليوم نصيحة مخلصة وإن كنت أعلم جيدا أن تنفيذها بالفعل صعب إلا أننى أقدمها عن طيب خاطر: اتقوا شر الضغوط النفسية والعصبية واعملوا كلا بما لديه من ملكات ومقدرات على الخلاص منها بأى الصور المتاحة وفقا لقدراتكم وقناعاتكم لا تعجلوا بشيخوخة خلاياكم فالضغوط النفسية والعصبية بالفعل مصيدة للأيام.. فانتبهوا. ‎دمتم جميعا سالمين..

التعليقات