نعم لاستكمال مؤسساتنا الدستورية - إبراهيم يسري - بوابة الشروق
السبت 1 فبراير 2025 8:57 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نعم لاستكمال مؤسساتنا الدستورية

نشر فى : الخميس 13 ديسمبر 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 13 ديسمبر 2012 - 8:00 ص

من المهم بالنسبة لى أن أؤكد صداقتى واعتزازى بالرموز والنخب من المناضلين الشرفاء على الجانبين المتصارعين وأننى اصدر فى رأيى هذا منحازا لمصر فقط وليس لأى فصيل وفقا لما استهدى به فكرى وقد أصيب أو أخطئ ولكنى اتمنى أن نأتى جميعا إلى كلمة سواء خاصة وأن الباب مازال مفتوحا أمام أى تسوية ترضى الطرفين إذا كان الخلاف حقا على الإعلان الدستورى أما إذا كان الصراع سيصل للسلطة ومؤسسات الدولة فتلك طامة كبرى وانتحار قومى وهذا ما أربا به عن جميع الشرفاء على الجانبين.

 

لقد تابعت مناقشات التأسيسية على الهواء وعلى موقعها وقدمت اقتراحين لم يؤخذ بهما وقرأت مشروع الدستور كاملا وهو وثيقة جيدة بذل فيها جهد كبير وعرضت تفصيلاتها على المواطنين بشفافية كاملة غير مسبوقة وقد تكونت لدى قناعة بانها ضمنت مكاسب غير مسبوقة فى باب الحريات كما انه وأن أخذ بالنظام المشترك إلا انه قلص سلطة رئيس الجمهورية لصالح الوزارة والبرلمان، والحقيقة أننى لم انظر بارتياح لإقحام الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء والجدل حول الفرق بين مبادئ وأحكام الشريعة وكنت افضل نظاما برلمانيا يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات مهمة كقيادة الجيش وإقالة الوزارة وحل البرلمان وإعلان حالة الضرورة بضوابط يجرى تحديدها بدقة.

 

●●●

 

ومما أثار لدى القلق على ثورتنا وبلدنا ذلك الاستقطاب العميق الذى لا يحركه خلاف سياسى حقيقى بقدر ما يبث الكراهية والحقد والعنف بين الثوار والمواطنين عموما، أما القلق الأكبر فهو تسييس القضاء الذى يستأهل منا كل التبجيل والاحترام والحفاظ على استقلال القاضى وعزته، ولكنى انظر مشدوها واعذرونى أمام بيانات والتوجهات السياسية لبعض القضاة المبجلين، وآخر الأعاجيب التى لم اشهدها طوال نصف قرن أن محكمة ترفض قرار اتهام صادر من النائب العام لعدم اعترافها به، وبيانات وانذارات رئيس نادى القضاة لرئيس الدولة.

 

الأمور تتجه فيما أراه وأرجو أن أكون مخطئا إلى انهيار السلطة والدولة فى الوقت الذى تستولى فيه بعض النخب على ٤٠٪ من الفقراء والأميين وكأنها تدعو إلى إلقائهم فى البحر أو اعتبارهم من العبيد.

 

●●●

 

وختاما أرجو أن يذهب الجميع إلى مراكز الاقتراع والتصويت بلا أو نعم وهى الآلية الديمقراطية الوحيدة التى توصلت إليها البشرية منذ قرن أو أكثر، وأن نتخلص من توظيف مشاعر الحياة الشخصية مثل الكراهية والحقد والحب لأغراض سياسية فلا مكان لها فى قاموس السياسة.

 

ورغم هذه السحب السوداء لا أدرى لماذا أظل متفائلا، والسبب بسيط أننى اعرف هذه النخب المتصارعة وتاريخ نضالها وحبها لمصر وحفاظهم على الثورة وأن دستور لا نرضى عن كل مواده يعبر بنا المرحلة الانتقالية افضل من إسقاطه ووضع مستقبل البلد فى المجهول خاصة وأن أمامنا تحديين خارجيين كبيرين هما استرجاع ٣ حقول غاز بالمتوسط وعدم المساس بحصانها فى مياه النيل بالإضافة للخطر الصهيونى. تعالوا نحب مصر وننقل ثورتها ونبنى ديمقراطيتها.

 

 

 

محامٍ ومحكم دولى

إبراهيم يسري  محام ومحكم دولي
التعليقات