عمر أفندى عاد من (تانى) - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عمر أفندى عاد من (تانى)

نشر فى : السبت 14 مايو 2011 - 8:37 ص | آخر تحديث : السبت 14 مايو 2011 - 8:37 ص
فى إحدى زياراتها القليلة للقاهرة دخلت فرع عمر أفندى الشهير بحى مدينة نصر أصابتها الدهشة وبهرها المتجر الملىء بالبضائع بدءا من الخاتم ذى الفص الأحمر فى الفاترينة المواجهة للمدخل إلى الثلاجة الكبيرة ذات العشرين قدما المعروضة بالدور الأرضى.

لم يكن إعجابها سببه فقط أنها جاءت من إحدى قرى سوهاج لزيارة ابنها المقيم والمتزوج بالقاهرة فالمحافظة التى تتبعها بلدتها بها فرع للمتجر الشهير، صحيح ليس بمستوى الموجود بالقاهرة أو الإسكندرية ولكن سبب انبهارها مرجعه إلى الزحام الشديد من المشترين فضلا عن الطوابق الأربعة ذات الديكور المميز حيث يتميز كل طابق بعرض منتجات مختلفة.

لم يكن وقتها قد دخل السوق المصرية كارفور ولا سيتى ستار ولا عشرات المولات الضخمة فقد كان عمر أفندى المتجر الذى يلبى حاجة المستهلكين من الطبقة الوسطى والفقيرة من الأقمشة والملابس القطنية والصوفية الرائعة قبل أن يقتحم البوليستر والألياف الصناعية حياتنا ويصيب جلودنا بالحساسية إلى جانب المفروشات والأدوات المنزلية والمنتجات الجلدية والأثاث والبرفانات والأجهزة المنزلية، باختصار كان يباع فيه كل ما يلزم البيت المصرى وبأسعار جيدة جميعها مصنَّع محليا قبل أن يصبح الانحياز للمنتج المحلى تهمة ونوعا من الانغلاق أمام العولمة.

بعد سنوات تغيّر المشهد تماما عقب اتمام صفقة البيع للمستثمر السعودى فى عام 2006 وبيعت فروع عمر أفندى الـ82 إلى القنبيط تقريبا «ببلاش» بعد أن اشتراها بقروض نظير رهن بعض الفروع للبنوك، كان الطابق السفلى من نفس الفرع شبه خال اللهم إلا من بعض الديكورات الفقيرة ومصابيح الاضاءة القليلة وبأحد الأركان وضعت بعض الأكسسوارات والملابس الصينية الرديئة المعروضة بطريقة عشوائية بينما البائعات يجلس بعضهن فى ركن آخر بعيد بالصالة الكبيرة الواسعة الخالية من البضائع والزبائن فلا يوجد ما يغريهن بقطع الحديث.

لقد أحسست بغصة وانقباضة وكأننى أدخل إلى قصر أعرف أنه كان عامرا بخيرات الله لكنى أراه الآن قد فرغ اللصوص من نهب محتوياته ووقر فى عقلى أن من يفعل ذلك بهذا الصرح التجارى لا يهمه الربح لأن ما أراده فقط هو التخريب.

بالفعل ما ارادته حكومة نظيف بالتواطؤ مع المستثمر البدوى كان بمثابة مؤامرة على المستهلك المصرى وعلى الموردين المصريين الذين فقدوا منافذ ضخمة ومتعددة لتصريف منتجاتهم ولن اتعرض هنا لمساوئ الصفقة المريبة ولا للتفريط المتعمد فى عقارات تاريخية وأراض وعمالة فقد بحت أصوات شريفة فى التحذير والتنبيه إلى خطورة ما حدث قبل الصفقة وما بعدها، والآن وبعد أن استردت الدولة عمر افندى علينا أن نفكر بشكل مختلف فى وضع المراكز التجارية الوطنية وكيفية تطويرها لعلها تواجه المنافسة الشرسة الحالية من المراكز الأجنبية. ولعن الله المتسببين فى الفتنة الطائفية الذين ارادوا إشعال الوطن وأفسدوا علينا لحظة الاحتفال بالحكم التاريخى بعودة عمر أفندى.

 

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات