لقاء مع وزير التعليم - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 27 يونيو 2024 7:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لقاء مع وزير التعليم

نشر فى : الأربعاء 14 أكتوبر 2015 - 8:30 ص | آخر تحديث : الأربعاء 14 أكتوبر 2015 - 8:30 ص

ظهر الأحد الماضى قابلت ضمن مجموعة من رؤساء التحرير والإعلاميين، وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى، فى مقر الوزارة بمبادرة من الزميل بشير حسن الناطق الإعلامى الجديد للوزارة.

ذهبنا لكى نتعرف على رؤية الوزير فيما يتعلق بأخطر مشكلة تواجه مصر فى الماضى والحاضر والمستقبل، وهى مشكلة التعليم.

كدنا نتوه فى التفاصيل حينما تشعب الحديث بشأن درجات الغياب والحضور فى الثانوية العامة، وكيف تطبق ومن يطبقها، وكيف نمنع أن تتحول إلى باب جديد للفساد بدلاً من أن تكون آلية للإصلاح وإعادة الانضباط والاحترام والاعتبار للمدرسة وللعملية التعليمية؟

عندما جاء دورى فى الحديث قلت للوزير إن حضور الطلاب للمدرسة أمر فى غاية الأهمية، ولا أحد يجادل فيه، لكن هل هناك فصولاً موجودة بالفعل لطلاب الثانوية إذا عادوا للمدرسة بدلاً من حضورهم المكثف فى «السناتر»، أو استقدام المدرسين الخصوصيين للبيت؟!

الوزير قال إن الفصول موجودة لكن هناك عدم رغبة أو حماس من بعض مديرى المدارس لحضور الطلاب، مضيفا أنه زار مدرسة فى مصر القديمة قبل أيام الساعة العاشرة صباحا، وعندما سأل عن سر غياب الطلاب قالت له المديرة :«روحوا لأن عندهم صداع»!

قال الوزير إنه لا يمكن الحديث عن تطوير التعليم من دون وجود مدرسة، وعندما تعجز المدرسة عن تقديم التعليم للطالب فإنه يلجأ إلى وسائل أخرى، مضيفا أن الهدف هو عملية تعليمية فعالة، عبارة عن ٧٠٪ للمعارف و٣٠٪ للأنشطة.

سألت الوزير عن الكثافة داخل الفصول، وكيف نتحدث عن عملية تعليمية حقيقية والتلاميذ «محشورون» بالمئات داخل الفصول؟

قال الوزير إن أعلى كثافة موجودة بالجيزة، وتصل إلى ١٢٠ طالبا فى الفصل، لكنها تنخفض فى بعض المحافظات مثل السويس إلى ٣٥ أو ٤٠ تلميذا.

سألت الوزير عن الإحصاءات الحقيقية على الأرض، فقال لدينا ٢٤ ألف مبنى بداخلها ٥٣ ألف مدرسة، لكننا نعانى عجزا يصل إلى سبعة آلاف مدرسة، وإذا أنهينا هذا العجز، نحتاج إلى النمو السنوى الطبيعى، قائلاً: إن هناك أيضا ٧٠٠ مدرسة خاصة. قال الوزير أيضا إنه لا يوجد نقص فى المعلمين، ولكن هناك سوءا كبيرا فى توزيعهم.

سألت الوزير: هل لدينا إمكانات مالية وبشرية كافية تجعلنا نتحدث عن تطوير حقيقى للتعليم، فوعدنى أن يوفر لى المعلومات والبيانات قريبا.

الأسئلة والمداخلات كانت كثيرة ومتنوعة من الزملاء الصحفيين، ورد الوزير، بأن هناك مدخلات ومخرجات و«كل تعليم وله ثمنه»، ولا توجد دولة فى العالم تنفق بمفردها على التعليم، حتى فى مصر، متسائلاً: كيف يمكننا مثلاً أن نستغل الأموال التى يدفعها أولياء الأمور فى الدروس الخصوصية فى تطوير التعليم مع الالتزام بالمجانية، وكيف يمكن للمجتمع المدنى أن يتدخل فى هذا الأمر؟

قال الوزير أيضا إن مشكلة التعليم الفنى إنه لا يحظى بالتقدير الاجتماعى، وعندما يحدث هذا التغيير سيتحسن الوضع للأفضل، وضرب مثلاً بمدرسة فنية للسيارات فى المنيا زارها قبل أيام، وسأل أحد طلابها: هل تعرف أن تصلح السيارة فرد قائلاً لا، وعندما سأله وماذا تعمل الآن: فقال: «أبيع كبده فى القاهرة!».

قال الوزير إن الإرادة والإدارة لها دور مهم، وضرب مثلاً بمدرسة زارها قبل يوم من بدء العام الدراسى، فى الثامنة إلا خمس دقائق صباحا فى شبرا الخيمة فوجد المدير بنفسه يفتح المدرسة، وكل شىء منظم ومرتب ونظيف فى مدرسته، وعندما زار بعدها مباشرة، مدرسة مجاورة فى الثامنة والنصف صباحا، لم يكن هناك أحد، وليست نظيفة، بل هناك من قام بتأجير المدرسة لركن أتوبيسات خاصة مغطاة!

الزميل محمود مسلم رئيس تحرير الوطن سأل الوزير: هل لديك استراتيجية جديدة جئت لتطبقها أم سنطبق استراتيجية قائمة أم قديمة أم ماذا؟ الوزير رد قائلاً: سنطبق الاستراتيجية الموجودة، ولن أخترع استراتيجية جديدة!

والسؤال البديهى: وما الاستراتيجية الموجودة وهل يمكن تطبيقها على أرض الواقع؟ السؤال ذو شجون ويستحق المتابعة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي