نيمار: هيا بنا نفعلها - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:36 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نيمار: هيا بنا نفعلها

نشر فى : الثلاثاء 16 فبراير 2016 - 10:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 16 فبراير 2016 - 10:31 م
** ضربة جزاء ميسى وسواريز بهرت العالم.. وقبل الاستمرار فى الحديث عن تلك الضربة، ألفت النظر إلى أن الزميل إيهاب الجنيدى فى «المصرى اليوم» قدم عرضا ممتازا وتغطية كاملة فى عمل مهنى دقيق عن ضربة الجزاء.. وكانت تلك التغطية من أهم ما استندت إليه فى إعادة سرد قصة ضربة الجزاء المزدوجة باختصار.. وبالطبع لا يوجد تسلل فى تلك اللعبة، فالكرة تلعب إلى الأمام، ويتقدم إليها الزميل من خارج حدود المنطقة، ويسجل. ولكن إذا عاد ومررها إلى زميله مرة أخرى فيجب أن تكون التمريرة إلى الخلف.
** كان برشلونة متقدما بهدفين على سلتا فيجو مقابل لا شىء حين تصدى ليونيل ميسى لضربة الجزاء التى مررها إلى سواريز ليسجل منها الهدف الثالث، وقد انتهت المباراة بفوز برشلونة 6/1.. وفازت ضربة الجزاء باهتمام العالم ووسائل الإعلام المختلفة، وهى جديدة على جيل لكنها ليست جديدة على أجيال عاشتها حين فعلها الكابتن صالح سليم مع الجوهرى فى مباراة الأهلى والمنيا عام 1962 بالدورى المصرى وقد أخذها صالح سليم من تجربة سابقة من مباراة بلجيكا وأيسلندا عام 1958 التى شهدت ضربة جزاء مررها كوبينز البلجيكى إلى زميله بيترز ليسجل منها، وقد يتذكر جيل لعبة كرويف نجم هولندا وأياكس عام 1982 حين مرر ضربة الجزاء إلى زميله أولسن، فى مباراة أمام هلموند سبورت ليردها إليه مرة أخرى ويسجل منها كرويف.. وقد حاول تيرى هنرى وزميله بيريس تنفيذ ضربة مزدوجة لأرسنال فى مرمى مانشستر سيتى عام 2005 ولم ينجحا!

** أثارت ضربة جزاء ميسى وسواريز ضجة وجدلا.. فالبعض أصابه الانبهار واستمتع بالجديد. والبعض غضب معتبرا الضربة بهذا الأسلوب سخرية وفيها شبهة عدم احترام لسيلتا فيجو.. إلا أن ميسى وسواريز قدما العرض هدية لكرويف مدرب برشلونة الأسبق الذى يعانى من مرض السرطان. لكن لويس إنريكه مدرب الفريق الحالى قال إن الضربة أثارت الإعجاب لأنها جديدة على البعض، وهدفنا ليس الفوز فقط فى مبارياتنا، ولكن تقدم المتعة لجماهيرنا.. ولغير جماهيرنا.

** فكرة المتعة فى كرة القدم هى أهم سر فى شعبية الفرق الكبرى التى دخلت التاريخ. من منتخب المجر الذهبى عام 1953. إلى منتخب البرازيل من 1958 إلى 1970. وريال مدريد فى الستينيات، وأياكس أمستردام وهولندا فى السبعينيات.. وحتى نجومية اللاعبين أحاطت بها هالة تقديم المتعة وهم هؤلاء النجوم الذين تحب أن تذهب إليهم الكرة مثل صالح سليم الذى كان يلعب برأسه المرفوعة، وتميز برشاقته، وأسلوبه فى الأداء وشخصيته الكاريزمية.. وقد كان الخطيب أيضا من هؤلاء النجوم الذين تحب أن تذهب إليهم الكرة. ومثله مثل رضا وشحتة والعربى وعلى أبوجريشة فى الإسماعيلى، وحازم إمام فى الزمالك وهو أمهر لاعبى الفريق وأمتعهم فى ربع القرن الأخير.

** ضربة الجزاء كانت ممتعة لأن فيها صبغة الابتكار وبالفعل كتبت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن مباراة برشلونة وسيلتا فيجو وضربة الجزاء: «أعظم عرض لكرة القدم فى الكرة الأرضية».. وقالت إن جماهير برشلونة فى استاد كامب نو استمتعوا بركلة الجزاء التاريخية، وبلقطات لم يروها ورصدتها 30 كاميرا فى المدرجات والملعب.. وكان مقررا أن يسددها نيمار، فالاتفاق أن يقول نيمار لميسى: «هيا بنا نفعلها». وعند كلمة نفعلها يمرر ميسى إلى نيمار إلا أن سواريز كان أسرع فى الوصول للكرة.. وهو الذى فعلها.
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.